خلاصة RSS

Monthly Archives: أفريل 2023

لنرى ماذا سأكتب لأنني حقا لا أعلم 😂

حقيقة لا أعلم ماالذي سأكتب عنه 😅. كنت على وشك إغلاق جهاز الكمبيوتر المحمول بعد أن أنهيت عدة ساعات من العمل في الإجازة الأسبوعية، وبالمناسبة لا أنصح أبدا أي أحد بأن يحذو حذوي، فالإجازة الأسبوعية هي للراحة ولشحن الطاقة، فما بالك حين تأتي بعد يومين من حالة “بعد العيد” والتي عدنا فيها للعمل بعد أن انفصلنا تماما عنه وكانت حياتنا عبارة عن عيد ودعوات غداء وعشاء وعيديات؟ أكاد أجزم أنني لوهلة شعرت بأنني سيدة منزل مسخرة تماما لعمل الحلويات وتوزيع العيديات وتلبية الدعوات، بالإضافة لما يتطلبه هذا الدور من لبس الفخم والجميل والذي صور لي انفصالي عن الواقع أنه تم إهدائي إياه، ناسية أو متناسية أنني إحدى هؤلاء المستقلات، والتي يعتقد بأنهن قويات 🥴، وأنه حتى أتمتع بالعيد، وأصنع الحلويات في مطبخ جميل بمقادير فاخرة وأدوات مرتبة، فعلي العمل بلا توقف في عجلة تنمية أسبقها أحيانا وتهرسني أحايين أخرى😅، ولكن ما علينا، سندفعها وننجز بإذن الله.

قبل العودة للعمل، والذي بالمناسبة أحبه ومرتاحة فيه، راودتني العديد من الاسئلة الوجودية. ماذا أفعل بحياتي؟ هل هذا قدر ابن آدم الذي أنا منهم؟ لماذا لست بنت حواء المدللة؟ طبعا دون حالة تساؤلات ـ ما ـبعد ـ العيد الوجودية فأنا مؤمنة بالخيارات وبالأقدار وبالتقسيمات والتفضيلات الإلهية وأرى شخصيا أن الصحة والعافية والتعليم الجيد والقبول والعلاقات كلها أمور رائعة ومفاتيح لحياة عملية مزدهرة. وفي نفس الوقت، فتلك السيدة المدللة الجميلة والتي حقيقة لا تعرف ماذا يعني عمل وضغوط ومستهدفات ومؤشرات أداء وصراعات قوة، وأكبر صراع قوة شهدته هو رغبة خادمتها الأثيوبية بفرض سيطرتها على نظيرتها الفلبينية، ولأجل هذا جندت زوجها لعمل جلسة فض نزاع مستخدما آليات وتقنيات حل النزاعات والمعمول بها في المؤسسات الكبيرة، هذه السيدة مرتاحة من نواحي معينة ولعل سر راحتها هي تلك النفس المستكينة والتي لا تشعر بالتهديد من نظيراتها في العمل ولا تشعر بصراع إثبات الذات، وداخليا أنا مؤمنة أنها مسألة خيارات وأرزاق وزعها رب العالمين بعدالة شديدة، وأنه طالما أن الشخص راض بحياته، فلا مشكلة ولا مجال للمقارنات.

ولكن

هتون التي تعاني من متلازمة تساؤلات ـ ما ـبعد ـ العيد تتسائل، هل فعليا نملك الخيار؟ أم أنها جرعة تخدير نعطيها لأنفسنا لنمضي قدما في الحياة محافظين على الأدنى من الصحة النفسية؟ هل حقا تملك السيدة المدللة خيار الدخول في معترك سوق العمل في حال أرادت ذلك؟ هل فعليا السنوات التي قضتها بدون عمل وبدون زيادة معرفية ومع تقدمها في العمر، والذي بالمناسبة ليس مجرد رقم، بل هو عداد له الكثير من المؤشرات واعتذر مسبقا على قول الحقيقة😃، ولكن فعليا، أماكن العمل وبالذات لمن ليس لديهم خبرة مسبقة، تفضل الأصغر عمرا لاعتبارات كثيرة. إذن، شعارات (مافي وقت مناسب، كل إنسان له توقيته الخاص) هي مجرد كلام فارغ.

هل الأخت (سترونع اندبندنت) والتي ألزمت نفسها بقرض عقاري وقسط سيارة والتزمت ناحية أفراد أسرتها تملك خيار ترك العمل والتمتع بحقها الأصيل (الذي تعتقد بأنه حقها) بأن تترك الجري وترتاح وتضمن مستوى معين من الأمان المادي؟ هل العالم لازال يسري هكذا؟ لعل هذه الخواطر تكون مناسبة جدا لها حين تغمض عينيها خلال إجازتها التي حجزتها بمالها الخاص في إحدى السواحل الآسيوية لتسيقظ منها مشحونة بالكثير من الطاقة لدورة جديدة من العمل المستمر.

أعتقد أن مسألة الخيارات المتعددة والمفتوحة هي إحدى الشعارات واللتي نحب ترديدها لنشعر بأننا مسيطرون على الوضع😂، في حين أننا ويا ماشاء الله نعلم يقينا بأننا وفي كثير من الأحيان نضطر للتحمل والضغط على أنفسنا والنظر للإيجابيات حتى نمضي قدما دون أعباء نفسية. هذا لا يعني أننا لا نملك الخيار، بالطبع نملكه ورب العالمين خلقنا بإرادة حرة متمثلة بآية عظيمة (وهديناه النجدين)، ولكننا ككاتئنات عاقلة تحسب التبعات نعلم أن ما يخيل لنا أنه خيارات لا منتهية، هو في الواقع وهم، وأن قدرتنا على التكيف أحيانا تغلب رغبتنا بتجربة جميع الخيارات، ولعله جزءا من حالة الكبير المسؤول، من يدري، لعل التقدم في السن، والذي ليس مجرد رقم فقط للتذكير 😆، سيتبعه رفاه مادي يعطينا القدرة على التخفيف من الجري وتجربة خيارات أخرى.

وحتى ذلك الوقت، بالجد والعمل يحقق الأمل، وفارس الصغير الفتى الشجاع، يصبح البطل (إن قمت بتلحينها وغنائها، فلعله وقت مناسب لك لعمل فحص نظر والتأكد من صحتك القلبية والعضلية 🤣)

ودمتم بخير،

هتون

بعد العيد ١٤٤٤ الموافق ٢٨ إبريل ٢٠٢٣