خلاصة RSS

Monthly Archives: نوفمبر 2011

الفرح (٢)

تتمة الفرح

استقرت ماما في مكانها على الطاولة بجوار عيشة و بدأن بتجاذب أطراف الحديث ( كيف حالك يا عيشة, عساك بخير و كيف بزورتك ؟ سمعت إنك ما شاء الله صرتي مديرة مدرسة) تجيب عيشة بسعادة ( أيوة و الله يا أختي الحمد له صرت مديرة مدرسة, بس خليها بيني و بينك عشان العين, تعرفي الناس ما تصلي على النبي) تجيبها ماما متعجبة كيف ستتمكن عيشة من إخفاء حقيقة كونها أصبحت مديرة ( صح صادقة يا عيشة, أعتبريني ما سمعت و لو أحد سألني تعرفي إسم مديرة المدرسة الخامسة و السبعون بعد المليون حأقولهم سمعت إشاعة إنهم لغوا نظام المديرات) تهم عيشة بأن ترد على دعابة ماما التي لم تستسغها و فجأة يطن صوت مدوي ( بسم الله بسم الله أيش الصوت دا) قبل أن تفيق ماما من صدمتها فوجئت بالصوت يدوي مترنما (يقولوا ما قدر أجيييييييييييبه, ………………….., أجيبه يعني أجييييييييييييبه لو كان تحت الحراسسسسسة) تدرك ماما مصدر الصوت و طبيعته بعد أن أفاقت من الصدمة , تدير وجهها نحو منصة العروسين المتعارف على تسميتها “الكوشة” لتشاهد الطقاقة, تفاجأ ماما بالرغم من أن الصوت مصحوبا بإيقاعات من الواضح جدا أن مصدرها خارجي, إلا أن المنصة المخصصة للطقاقة كانت مزدحمة بالطقاقة و عددا كبيرا من التابعات, تهمهم ماما لنفسها على اعتبار أن الكلام وقت غناء الطقاقة هو رابع المستحيلات بعد الغول و العنقاء و الخل الوفي ( طيب الطقاقة و فهمناها, أيش كمية البشر المهولة دي, أيش وظيفتهم؟؟ يمكن يكون معهد الطقاقات أرسلهم تدريب, أو ممكن تكون ليهم وظيفة تانية مخفية, الله أعلم) يستمر الصوت بدويه معلنا نهاية آمال ماما بسهرة لطيفة, تشعر بأن الصوت عال بدرجة عصية على الإحتمال ( دايما في الأفراح الصوت عالي, بس اليوم مو معقول شئ يصنج) تحاول ماما البحث عن سر الصوت المدوي , تتلفت حولها لتفاجأ بأنها و لسوء حظها جالسة أمام واحدة من السماعات الضخمة المنتشرة في أرجاء القاعة ( لا حول و لا قوة إلا بالله, يعني مو كفاية مشيت بالكعب لآخر القاعة عشان أسلم على عيشة تقوم تطلعلي السماعة دي, يا ربيييييييي أيش أسوي و كيف أتصرف) بينما تفكر ماما في حل, يتوقف الصوت فجأة معلنا إنتهاء الأغنية الأولى, تتلفت ماما لعيشة قائلة ( هيا الحمد لله وقفت الشوية, يقدر الواحد يهرج هرجتين ) تلتفت عيشة لماما و تردف ( إيوة كويس, عشان أعرف أرد عليك, قال لغوا نظام المديرات, ليش يعني ……………..) فجأة يضيع صوت عيشة على وقع الصوت القادم من السماعة الواقعة خلف الطاولة, تفكر ماما بإيجاد حل سريع, فالسهرة و كما هو واضح قد بدأت لتوها و الاستمرار على هذا الحال قد ينتهي بفقدانها السمع على الأقل في إحدى أذنيها, تنظر ماما للسماعة الضخمة بيأس, و فجأة تخطر لها فكرة جهنمية ( يا سلااااااااااااااام أنا من هنا شايفة الأسلاك, ببساطة أفصل الأسلاك من السماعة و أعيش بسلام بقية الفرح, أهم شئ محد يشوفني من الفرقة) تحرك ماما كرسيها للوراء و تقترب من السماعة و بهدوء شديد تسحب السلك, و فجأة و قبل أن تعود ماما بالكرسي لمكانها, تشعر بيد باردة على يدها ( ما شاء الله ما شاء الله, تحسبينا قاعدين نايمين على الكوشة, مين سمحلك تفصلي السلك, إذا منزعجة و ما تحبي الوناسة أيش جابك الفرح) تتلفت ماما و قد ألجمتها المفاجأة لمصدر الصوت لتجدها إحدى رفيقات الطقاقة, تتمتم بلهجة معتذرة ( و الله أنا آسفة حقك عليا, صح معاك حق أنا كيف سمحت لنفسي أضيع مجهود الطقاقة العظيم بفعلتي الشنيعة, حقك عليا) تنظر الرفيقة لماما شذرا و تردف ( طقاقة مين إنت فين عايشة, هذه فنانة) تغادر الرفيقة المكان بعد أن أصلحت السلك و رمقت ماما بنظرة أخرى محذرة من أن تسول لها نفسها القيام بهذا العمل المشين مرة أخرى, تحادث ماما نفسها ( صار كدة, وحدة من وظايف الرفيقات مراقبة كل الحاضرات عشان ما وحدة تفصل سلك, طيب أيش وظيفة البقية) تنتهي الأغنية الثانية و تتلفت عيشة لماما, تدرك ماما ما ينتظرها من عيشة ( يا ربييييييي أيش الورطة دي, دحين عيشة ما راح يهدالها بال ألين ما تهزأني على التعليق اللي ماله داعي, يعني ما لقيت تعليق غير كلمة لغوا نظام المديرات, خليني أعتذر بسرعة) همت ماما أن تباغت عيشة بالإعتذار لتفاجأ بالصوت يدوي من السماعة, هذه المرة على أغنية ( يا تاااااااااكسي, ……………. يا تاكسي,……….. عطر رومنسي) ما إن بدأت الأغنية حتى انتفضت القاعة و قامت أكثر من نصف الحاضرات من ضمنهن عيشة للرقص, شغلت ماما نفسها بالنظر إلى الراقصات و قد انسمجن في الرقص على الأغنية, نظرت إلى النصف الثاني من المنصة لتجد اثنتان من رفيقات الطقاقة و قد انسجمن في وصلة رقص مع توزيع النظرات على كل الحاضرات ( أها فهمت, يعني الوظيفة التانية للرفيقات هي الرقص مع توزيع نظرات مغزاها و العلم عند الله ” ههه اتحدى أحد يرقص زينا, قروا في مكانكم أحسن” ), تنتهي الوصلة و تعاود عيشة الجلوس بجانب ماما و تمازحها و كأن شيئا لم يكن ( و الله كويس الأغنية و الرقصة رجعوها للموود, على الأقل أقدر أتونس معاها) تحاول ماما مرة أخر أن تفتح موضوعا للحديث فيدوي الصوت و يستمر الرقص حتى تبدأ علامات قرب زفة العروس و التي تكون عادة على صورة موسيقى هادئة, تتدافع النساء على إثرها لإحضار عباءاتهن في معركة مع الوقت خوفا من أن يداهمهن العريس على حين غرة, تبدأ الزفة و تتهادى العروس و تبدأ الهمهمات ( ما شاء الله زي القمر ) ( وه إيشبه شكلها كدة, شكلهم صرفوا على الفرح و استخسروا في الكوفيرة) ( و الله العريس أحلى من العروسة) ( وه وه كاميرا, أما مصورة ما تستحي) تنتهي الزفة حوالي الثالثة صباحا و تتقاطر السيدات على البوفيه, تدخل ماما و عيشة إلى البوفيه و يفاجأن بصف طويل من السيدات, تأخذ ماما مكانها آخر الصف و تلتقط طبقا و تنتظر دورها, يطول انتظارها فتمد نظرها لتعرف السبب, وجدت ماما أنها الوحيدة الواقفة في الصف, تكمل المشي محاولة تجنب الاصطدام حتى تأخذ حاجتها من البوفيه و تعاود الجلوس بجانب عيشة, تنهي ماما الأكل و تفتح حديثا آخر مع عيشة و يداهمهن الوقت و تجد أنها و عيشة قضين نصف ساعة في الحديث تتلفت حولها لتجد المكان و قد خلا من أكثر من نصف الحاضرات مخلفات منظرا مريع, أطباق مكدسة فوق الطاولات و قد امتلأت على آخرها بشتى أصناف الطعام و قد بدأت العاملات برفعها و رميها مباشرة في سلة المهملات ( يا ربيييييييييييييييييييي أرحمنا, أيش كفر النعمة دا , يعني هو البوفيه حيطير, ليش لازم الناس يعبوا صحونهم زي جبال الهيملايا و كأنه إعلان الحرب “بره و بعيد” بكرة و كأنهم بياكلوا في آخر زادهم, يعني لو ياكلوا ما في مشكلة عليهم بالعافية لكن أيش المنظر دا, يا ربيييييييييييي أرحمنا و اجعلنا نحافظ على النعمة) ( هيا أمي ما تبغي تروحي بيتك؟) ( يلا يلا خليني أكلم عبد الصبور) تتصل ماما بعبد الصبور ( هيا الله يرضى عليك جيب السيارة) يهدر عبد الصبور ( إنت في كلم مدام إنت بس إجلس واهد ساءة, إنت إجلس 4 ساءة, أنا خلاص روح بيت إنت كلم ليموزين) تطلب ماما بانكسار من عيشة أن توصلها و هي تدعوا للعروسين بالتوفيق
هتون قاضي

الفرح (١)

“تتشرف السيدة قرنفلة بدعوتكن لحضور حفل زفاف إبنتها وردة إلى زينة الشباب ريحان و ذلك يوم الأربعاء ….., و بحضوركن يتم الفرح و العاقبة لديكن بالمسرات, ملاحظة الزفة تمام الساعة الحادية عشر , جنة الأطفال منازلهم” تقرأ ماما بطاقة الدعوة و تهدر ( يا ربيييييييييي رحمتك فرح يوم الربوع, يعني أروح و أنا تعبانة و عيني منفخة من النوم) تقرأماما العبارة الخاصة بالأطفال و تتمتم بسخرية ( هيا بركة قالوا جنة الأطفال منازلهم و لا كنت ناوية آخذ الشباب يوسعوا صدرهم في جنتهم) تستعرض ماما ما ستتكبده من عناء من أجل حضور الدعوة بدأ من اختيار الفستان المناسب مرورا بالحذاء ذي الكعب انتهاء بالشعر و الماكياج, تشعر ماما بصداع شديد ( الله يتمم أفراح المسلمين, بس لازم الهيلمان دا كله عشان ساعتين, و الله لو مو لازم وواجب ما أروح و لا أطب و ربي يكتبلي الأجر). يأتي يوم الأربعاء المزعوم و تبدأ ماما عملية الاستعداد في الساعة السابعة, يلحظ الشباب تحركات ماما المريبة و الموحية بخروجها الوشيك من المنزل ( ماما إنت خارجة فين رايحة) ( رايحة فرح يا بابا) ( يا سلااااااااااااام يا ماما يعني في عروسة لابسة حلو أبغى أروح) ( لا حبيبي ما ينفع, جنة الأطفال منازلهم) ينظر الأخ لماما بعد سماعه العبارة و يسأل باهتمام ( كيف يا ماما كدة, إنت مو قلت الجنة عند ربنا, كيف جات الجنة عندنا في البيت؟؟ يعني خلاص نحن في البيت نقدر نسوي أي شئ عشان هي خلاص الجنة) تستدرك ماما مسرعة محاولة إنهاء النقاش ( لا حبيبي أنا أقصد إنتوا عندكم في البيت ألعاب و أشياء حلوة, في الفرح ما في شئ للأطفال, أحسن إنتوا تجلسوا في البيت تلعبوا و تناموا و ترتاحوا) ( لا يا ماما أنا ما أبغى أنام أنا ما أحب النوم , بعدين يا ماما أنا أبغى أشوف العروسة. ماما كيف يعني عروسة؟؟ أيش تسوي بعدين العروسة, تروح بيتها مرة تانية و لا تروح مع الرجال؟كيف يا ماما يخلوها تروح؟) تدرك ماما أن الحديث سيأخذ منحى آخر فتحاول صرف انتباه الأخ عن الموضوع و تأخذه بالصوت( أقولك أقولك حبيبي, بسسسسسسسرعة روح جيب اللعبة اللي أشتريتها ليك أمس و قلتلك ما تفتحها, جيبها و خلينا نلعب بيها دحين) يصيح الأخ بحبور ( يا سلااااااااام يا ماما و الله من جد بيتنا جنة خلاص ما أبغى أروح الفرح). تبدأ ماما اللعب مع الاخ و عينها على الساعة خوفا من أن يدركها الوقت ( هيا حبيبي خلاص إنت ألعب مع أخوك) ينظر الأخ لماما بانكسار و يهمس برجاء( لا يا ماما و الله هو ما يعرف, بس شوية ألعبي معايا و الله أنا مررررررررة أحبك و دحين إنت حتروحي و تسيبيني بس ألعبي معايا شوية) تستسلم ماما لنظرات الأخ المنكسرة و تتم اللعب, تنظر ماما فجأة للساعة و تجدها تجاوزت الثامنة و النصف, تقفز ماما من مكانها و تتجاهل نداءات الأخ و تبدأ عملية الاستعداد الفعلية و التي تبدأ بتصفيف الشعر متبوعا بوضع الماكياج, تنهي ماما استعدادها بلبس الفستان و الحذاء ذي الكعب ( هيا الله يستر ما أنكفي على وجهي بالجزمة دي), تنظر ماما لساعتها المزركشة و تفاجأ بأنها لا تعمل (هيا ليش ما صلحت الساعة ليها أكتر من سنة واقفة و كل ما أروح فرح و لا مناسبة أتطفل على الست اللي جنبي و كل شوية أسألها كم الساعة, الله يثبت عقلي بس) تلقي ماما نظرة على ساعة الحائط و تجد الساعة قد جاوزت العاشرة بعشر دقائق, تسرع خطاها نحو السيارة و توجه كلامها لعبد الصبور (هيا يا عبد الصبور روح قاعة الأميرة الغندورة في شارع الأمة المنصورة في حي الحديقة الغناء, حاول تروح طريق مختصر عشان الزحمة) يوجه عبد الصبور كلامه لماما باستهزاء( إنت ما تبغوا زهمة مدام أهسن إنت ما إخرج من بيت هدا ويك إند, كله دهين زهمة زهمة و بادين هدا هديقة غناء مرة بأيد و مرة زهمة, هدا ناس كول أنا في إشتغل مافي روح هدا أميرة غندورة روح بس هدا قاعة مرة كول إسمه أيامي و بأدين ما في روح فرح في سيارة تويوتا, إنت مدام مرة مافي كول ههههههههههه) تتعالى قهقهات عبد الصبور و يتناسب معها طرديا ضغط ماما ( طيب يا عبد الصبور بس أهم شئ سوق مزبوط ووصلني لو سمحت و إنت ساكت) يطول المقام بماما في السيارة و يتزايد توترها, تنظر لساعة السيارة و تجدها جاوزت الحادية عشر( يا ربييييييييي دحين يزفوا العروسة و أدخل ألاقي الناس قيدها خرجت, و لا باللبس و التكشيخ) تصل ماما القاعة حوالي الساعة الثانية عشر إلا ربع و تدخل متوقعة أن تجد السهرة على نهايتها و تفاجأ بأن القاعة شبه فارغة ( أيش دا معقولة خلاص الناس خرجوا) تدخل ماما الحفل بعد أن ألقت نظرة على شكلها في المرآة و هدرت بسبب التصفيفة التي أفسدها طول المقام في السيارة, تسلم ماما على أم العروس و تهم بأن تعتذر على تأخرها الشنيع لتفاجأ بكلمات أم العروس ( شكرا حبيبتي إنك جيتي بدري, إيوة كدة الناس تجي بدري عشان تستمتع و تفرحنا, أنستينا حبيبتي أتفضلي) تستوعب ماما المفاجأة و تقرر الدخول و كلها أمل في سهرة لطيفة, تنهي السلام على صف الإستقبال و تقف لحظات لتقرر أين تجلس ( هيا دحين فين أجلس, يا ربييييي إن شاء الله عيني ما تجي في عين عيشة قاعدة في آخر القاعة و ما في أمشي بالكعب لأني حتما حأطيح) بينما تحدث ماما نفسها بهذا العبارات, تلتقي عيناها بعين عيشة ( هيا مرة ماينفع لازم أروح أسلم و لا أصير قليلة زوق, يلا أروح و بس أجلس خلاص) تذهب ماما للسلام على عيشة, و تلتفت للسلام على الجالسات في الطاولات ( هيا أصافح و لا لازم سلام كامل, ما أعرفهم أحسن أصافح بس) تمد ماما يدها للسيدة فتفاجأ بالسيدة تنحني لتقبلها, تشعر ماما بالحرج و تبالغ في التقبيل, تقرر ماما أن تكمل بالتقبيل و تقبل على السيدة الأخرى لتقبلها فتكتفي السيدة الأخرى بمد يدها فقط, يحمر وجه ماما خجلا و تقرر أن تكمل ماما الصف مصافحة بغض النظر عن النتائج, تصافح السيدة الأخرى فتتحفها بعبارة ( أيشبك يا أختي بس بتمدي يدك, لا تكوني مرشحة و لا عندك انفلونزا الخنازير) تكتم ماما غيظها من العبارة و تأخذ مكانها بجوار عيشة لتبدأ السهرة مع الطقاقة, و ما أدراك ما الطقاقة
يتبع الفرح(٢)
هتون قاضي