خلاصة RSS

Monthly Archives: نوفمبر 2014

قد ايش اتغيرت ٢

بداية عام ٢٠١٤، عدت لديار الفرنجة بعد إجازة قصيرة قضيتها في المملكة و أنا محطمة نفسياً و جسدياً. كان لدي الكثير من العمل سواء في بحث الدكتوراة أو نون النسوة، فكانت الإجازة عبارة عن دوامة لا تنتهي من العمل مع بداية ظهور علامات إتخاذي للقرار الذي طالما أجلته و الذي يخص حياتي الزوجية. مع تسارع وتيرة المشاكل قررت أن أواجه جبني و خوفي و تجرأت و حسمت موضوع إنهاء زواجي الذي استمر قرابة الإثني عشر عاماً. كان مجرد تفكيري في حسم الموضوع يرعبني، فكنت أمارس هوايتي المعتادة بالترقيع و التأجيل مع علمي يقيناً أن هذا اليوم قادم لا محالة. هنا نظرت لمرايتي و قلت لها (I think I’d better leave right now before I fall any deeper) (من الأفضل أن أرحل الآن قبل أن أقع أكثر)، كنت قد استخرت الله كثيراً لفترة طويلة و كنت دائماً أطلب منه أن يرشدني و كنت موقنة بأن هذه مشيئته تعالى، و لكني للحق لم أستشر أحداً، من يهمني أمرهم و هم عائلتي المقربة جداً و أهله كانوا على دراية تامة بكل خلفيات الموضوع و لم يستغربوا أبداً القرار فقد كانوا يتوقعونه، مالم أتوقعه أنا و لم يخطر على بالي أبداً هو وقع الأمر علي و كيف تعاملت معه. سمعت كثيراً أن الإنفصال قرار صعب و آثاره النفسية سيئة و كنت أعلم ذلك نظرياً و لكن (اللي يشوف غير اللي يسمع). أول مراحل الإنهيار الكبير كان حين شاهدت خزانة ملابسه و قد فرغت من الملابس و كل ما يتعلق به، شعرت بيد باردة تعتصر قلبي و لا أدري كم انتحبت وقتها، لا أدري حتى لم كنت أنتحب، أليس من الطبيعي أن يرحل؟؟ أليس هذا قرارنا؟؟ لماذا أشعر هكذا؟؟ هنا اكتشفت شعوراً بشرياً بغيضاً لم أكن أعلم بوجوده، هو شعور أن لا تعرف ماذا تشعر، هل أنا نادمة؟؟ لا أبداً لست نادمة فأنا واثقة أن ما فعلته هو عين الصواب، هل أنا غاضبة؟؟ لا فأنا لست حانقة أبداً من شئ و لا أشعر بأن الإثني عشر عاماً قد ضاعت هباءً فقد أنجزت فيها الكثير بفضل الله و أنجبت أولادي الذين أرى الحياة من عيونهم، هل أنا حزينة؟؟ أيضاً لا أعلم، شعرت بالحنق، لا لا لا لا ليس هذا ما كنت أخطط له، أردت إنهاء هذه العلاقة لنرتاح جميعنا، فلماذا أنا أشعر بهذا الشعور الغريب الذي لم أضعه في الحسبان؟؟ لماذا أشعر بانخلاع قلبي؟؟ قلت ربما يكون فقط منظر الخزانة الفارغة قد أثار شجوني و ربما هناك في عقلي الباطن من طفولتي منظر خزانة فارغة تم تحفيزه بطريقة ما فحزنت (استحضرت كل نظريات التنمية البشرية حتى اللي أشوفها هبلة)، ما أردت مقاومته فكرة أن أكون إنساناً ضعيفاً يحزن و يتألم لقرار اتخذه بكامل إرادته. في الأيام التي توالت بعد رحيله حصل عكس ما كنت أتوقعه تماماً، تلك اليد الباردة التي اعتصرت قلبي حين رأيت الخزانة قررت أن ترافقني لأيام يعلم الله عددها. كنا قد اتفقنا ألا نخبر الأولاد بموضوع انفصالنا حتى نجهزهم نفسياً، فكانت مهمتي المستحيلة أن أُداري الكائن المحطم الذي استحلته و الذي لا أعرفه حتى لا يراه أولادي، وجدت نفسي أستيقظ صباحاً بعد ليلة انتحبت فيها لوقت لا أعلمه لأغسل وجهي و أرسم ابتسامة بائسة و أوقظ أولادي و أحضر لهم الإفطار و أوصلهم للمدرسة و أنطلق لجامعتي. كنت أحاول أن أتدارى خلف النظارات الشمسية حتى لا يرى أحد انتفاخ عيني و يسألني ما بك، كنت أشعر بالرعب من هذا السؤال و أشعر بالرعب أكثر من أن يلاحظ أحد انهياري. كنت أحاول أن أدفن نفسي في العمل لكن فجأة كانت تأتيني رغبة عارمة بالنحيب فأحاول مقاومتها و أحنق على نفسي أكثر (يا هبله يا هبله يا هبله إشبك مو دا اللي انت كنت تبغيه من زمان، أيش الغباء دا؟؟ إنت مو كدة ايش أم الدراما اللي انت فيها دي) كنت أهرب لأي مكان في المبنى أحرص أن يكون فارغاً و أفرغ شحنة البكاء و أعود لمكتبي لأجد نفسي أفتح مقالات عن الطلاق و أثره المدمر على الأولاد فأدخل في دوامة نحيب أخرى. هنا نظرت لمرايتي و قلت لها بغضب (أنا مش عارفني أنا تهت مني أنا مش أنا ) هذا المخلوق المحطم ليس أنا، مر علي في حياتي الكثير لكن لم يكسرني شئ، لم أتعود الشكوى لأحد و لا أتحمل أن يشفق علي أحد، كنت أطلب من الله أن يخفف عني و يهديني لما يريح قلبي، كنت أفتح المصحف و أقرأ و تغالبني دموعي، القرب منه تعالى كان يطمئنني، كنت بحاجة شديدة لأن يكون أحد معي لكن كرامتي الغبية و اعتزازي بنفسي منعاني، تجنبت صديقاتي و تجاهلت عروضهم بالمساعدة و أكدت لهم أنني بخير في حين أنني كنت أحتاجهم بشدة. كنت مرة أتحدث مع أمي على الهاتف و قالت لي شيئاً جعلني أنتحب بطريقة اهتز لها جسدي كله و لم أقو على التوقف، قلقت أمي جداً و لم تصدق أن هذه أنا، لعنت أمي الغربة و البعد و تقرر وقتها أن أبي سوف يأتي لمرافقتي مؤقتاً و لكني عكس أمي كنت ممتنة جداً للغربة، الوحدة عندي أهون من العيش وسط اللغط و عبارات (الله يعوض عليك) و غيرها. بطبيعة الحال لاحظ أولادي حالتي البائسة و ظلوا يسألونني ماذا بي، أنا بطبيعتي أحب المرح و أكره الدراما و ملكاتها فلماذا أصبحت واحدة منهن؟؟ حنقي على نفسي كان أكثر من حقدي على أي شئ، حاولت قمع هذا الكائن المحطم لكنه كان يغلبني، كنت أشعر به ينظر إلي و يمد لسانه بسخرية قائلاً (تحسبي نفسك قوية؟؟ هيا كلي). تجنبت أيامها الشبكات الإجتماعية و كنت أدخل فقط للتصفح، كان من السهل علي التنفيس عن حزني فيها و لكني كنت أشعر بأن مشاعرنا الإنسانية أغلى من أن تُبعثر هكذا، ثم ماذا سأجني من مشاركة حزني؟؟ لن ينوبني سوى (التنكيد على الناس) و تعريض مشاعري للمزايدة، و لا أغلى على المرأة بالذات من مشاعرها فلن أهينها بعرضها. كنت في مرحلة صعبة جداً شبهتها بأعراض الإنسحاب من المخدرات، هي هكذا العلاقات الفاشلة، قد ندمنها و ندفع الثمن غالياً لنتخلص منها. مرت الأيام و بدأ الألم يخف تدريجيا و بدأ السلام يتسلل داخلي، نظرت لمرايتي و قلت لها (الوجع عمره ما بيعيش بالسنين)، فعلاً لا شئ يستمر و مرور الزمن كفيل بالتخفيف بعون الله. بعد أن هدأت نفسي و بدأت أفكر وجدت نفسي تعاتبني بشدة على ما فعلته بها. لقد قمعت مشاعري الطبيعية بالفقد و أسميتها ضعفاً، لقد عشت مع هذا الشخص إثني عشر عاماً تشاركنا فيها المسكن و المأكل و أنجبنا طفلين فكيف لا أشعر بالفقد مهما كانت الحياة فاشلة و مهما كان القرار صائباً؟ لماذا لم أقبل عرض صديقاتي بالمساعدة؟؟ لماذا المكابرة و العناد؟؟لماذا لم أتقبل ضعفي المؤقت؟؟ ألا أستحق أن تقف صديقاتي معي؟؟ بعد هذه الفترة قررت أن أبدأ مرحلة جديدة في التصالح مع الذات و أتقبل ضعفي البشري و لا أقمعه. و ها أنا الآن، أفضل و أنضج و أكثر تصالحاً مع نفسي، أولادي علموا بالوضع و تقبلوه و يقومون بالتواصل مع والدهم بصورة اعتيادية و لازالت علاقتي مع أهل زوجي السابق أكثر من رائعة بفضل الله. للحق لم أتخيل نفسي أن تأتيني الجرأة لأتحدث عن هذا الموضوع علناً و كما أسلفت كنت دائمة الإنتقاد لبعثرة المشاعر الإنسانية الخاصة و لكن الآن الوضع مختلف، لم أكتب بحثاً عن التعاطف أو الشكوى فلست وحدي من مرت بهكذا تجربة بل بالعكس هناك الكثير ممن تعرضن و لا زلن يتعرضن للطلاق القبيح الذي يتم فيه مساومة المرأة على حريتها و غير ذلك، شعرت بأنني كنت مريضة و شفيت فأردت أن أدون قصة شفائي لتبعث الأمل في من يعاني، أنا الآن أكتب بشجاعة و لا أخشى من أن يزايد أحد على مشاعر تجاوزتها منذ فترة. دائماً نستسهل الحديث عن المرض الجسدي و نشجع الحديث عنه بانفتاح، لكن ماذا عن الألم النفسي؟؟ لماذا نخشى الحديث عنه؟؟ لماذا نخشى الحديث عن الطلاق كتجربة شخصية؟؟ المهم أنني الآن أنظر إلى مرايتي و أقول لها (let it go let it go, turn away and slam the door) و لله الحمد حياتي مستمرة و أرى الكون بعيون أولادي أسأل الله أن يحفظهم و أعلم يقيناً أن الله دائماً يخبئ لنا سعادةً و رضا.

هتون قاضي،
نوڤمبر ٢٠١٤

قد ايش اتغيرت

استلهمت عنوان التدوينة من مقطع لأغنية (يا مرايتي) لمطربتي المفضلة إليسا رغم أنني لست سعيدة بمقدار النكد في هذه الأغنية، فما معنى أن يندب الشخص حين ينظر للمرآة و يتباكى (يا مرايتي من كم سنة لليوم قديش اتغيرت، يا مرايتي ياللي بتعرفي حكايتي زهقانة من غدر البشر)، للحق أفضل هنا مرآة زوجة أب سنووايت و التي كانت تسأل المرآة ما إذا كانت أجمل من في الدنيا، فحين لم تعجبها الإجابة لم تكتفي بالحزن و تأليف أغنية تعيسة بل كانت إيجابية و أرسلت من يأتي لها بقلب سنووايت. أرجوا أن لا يفهم من حديثي أنني أحرض على العنف فأنا لا أقوى على قتل نملة فما عليكم من (هياطي الفاضي). المهم أن ما دفعني للعودة للكتابة بعد أن توقفت لمدة طويلة نظرا لانشغالي بالدكتوراه بالإضافة لكتابة نصوص نون النسوة هو زيارة لمدونتي المهجورة و قرائتي لأول تدوينة كتبتها أوائل عام ٢٠١٠أو ٢٠٠٩ لا أذكر تحديداً و لم يسعني سوى قول (قد ايش اتغيرت). عنوان التدوينة هو (صباح الخميس) و كنت وقتها أكتب في مفكرة الفيسبوك و أنشر كتاباتي هناك. رغم محدودية عدد الأصدقاء إلا أنني كنت سعيدة جداً بحجم الردود و حماس ردود الأفعال فاستمريت. ما استوقفني في تدوينة (صباح الخميس) أنه تقريباً لا شئ مما كتبته هناك استمر على حاله، فإبني الذي كان يقتحم غرفتي صباح الخميس مطالباً بالإفطار عمره الآن ٩ سنوات و قد تعلم الإستقلالية من المعيشة في الخارج فهو يستيقظ و يأكل أي شئ متوفر حتى أعد أنا الأفطار و لا يحتاج للعودة إلي في صغائر الأمور، كما أن الخميس نفسه لم يعد خميس بل أصبح جمعة، أنا نفسي تغيرت و تبدلت ظروفي كثيرا خلال السنوات الماضية بدرجة يصعب علي أنا نفسي استيعابها، فهل يا ترى هي فقط الظروف التي تغيرت أم أنا نفسي تغيرت؟؟ حقاً لا أعلم و قد أكتشف خلال الكتابة، فأنا لازلت كعادتي لا أكتب مسودات و إذا لم تعجبني الكتابة من أول مرة فببساطة أتوقف.
عندما كتبت (صباح الخميس) كنت لازلت موظفة بدوام كامل أعود بيتي منهارة الساعة الخامسة لأبدأ دوامة جديدة من الطبخ و العناية بالأولاد و بعدها أنهار حرفياً على الكنبة في ظاهرة أسميتها (الإنهيار الكنبي المكتسب) و هي ظاهرة تعيها جداً سيدة المنزل العاملة(يختي علينا نحن ستات البيوت أحبنا). كنت أحب حياتي كما هي و لم يتبادر لذهني و لو للحظة أن هناك أشياء أخرى في الحياة تستحق التجربة، أذهب لعملي تمام الثامنة و أعود لبيتي في الخامسة و هكذا دواليك، و لحسن حظي فمقر عملي يحتوي على حضانة، فكنت أخرج أنا و الشباب (پكج) و نعود هكذا، لم أضطر يوماً لتركهم مع خادمة. حتى جاءت فرصة لأجرب العمل الأكاديمي، كنت عائدةً للتو بعد سنة قضيتها في بريطانيا لدراسة الماجستير و قد استلمت عملي في إدارة تقنية المعلومات، فعرضت علي الإدارة تدريس أحد المواد في قسم إدارة نظم المعلومات الإدارية الأكاديمية فوافقت على مضض، كنت مقتنعة تماماً أن التدريس ليس لعبتي رغم ثقتي الكاملة في أهليتي العلمية لكني كنت أشك أنني سأستمتع بالتدريس، كنت أقول لنفسي( يا بنتي انت ولدك اذا أحد قالك درسيه ممكن تخسري نفسك و تخسريه، هيا كيف بالله حتدرسي؟؟ من جدك إنت)،بدأت بالتدريس و تفاجأت و ذهلت من استمتاعي الشديد به. من شاهدني في إحدى حلقات نون النسوة أو كلمتين و بس فسيستشف ولعي بالحديث و الثرثرة (و الله مو شي بس يخي أحب أتكلم) فالتدريس أشبع هذا الجانب بجانب حبي الموازي للنقاشات و التي كنت أفرد لها حيزاً كبيراً خلال الدروس، هنا نظرت لمرايتي و قلت لها (الحاجات دي جديدة عليا و اللي أنا عايشاه)، فعلاً اكتشافي لحبي لعملي الأكاديمي شكل نقلة نوعية في مساري العملي، بادرت بالإستقالة من العمل الإداري المضني و اكتفيت بالتدريس بدوام جزئي و قررت التقديم على دراسة الدكتوراه، و هنا كانت بدايتي مع حياة أخرى. بعد أن خف ضغط العمل، اكتشفت أنني لا أحب الكتابة فقط بل أعشقها، بدأت أكتب بانتظام في مفكرة الفيسبوك و أصبح لي متابعين يطالبون بالجديد، شعرت بأنني طه حسين أو يوسف السباعي( الله يرحمهم بركة ماتوا قبل ما يشوفوني هنا أهايط :)) و عدت أيضاً لهواية قديمة كنت قد تجاهلتها لسنين طويلة و هي هواية خبز الحلويات (بس و الله ما سويت بزنس انستغرامي). شعرت بأن الحياة جميلة و ليست فقط عمل، و كنت حينها أقدم على دراسة الدكتوراة في بريطانيا و جاء القبول و بدأت بالإستعداد للسفر أوائل عام ٢٠١١. كنت مستمرة في التدوين على فيسبوك و لم يكن لدي حسابا مفعلا في تويتر و لكني كنت أكتب بحماس و أنظر للتعليقات بنشوة و سعادة ، حتى هذا الوقت لم يكن يخطر على بالي أنني سأستحدث برنامجاً يوتيوبياً يشاهده الملايين، كانت دائرتي الضيقة و التي تقابلني دائماً بالمديح و التحفيز تكفيني. سافرت و استقريت في ديار الفرنجة و بدأت مشواري الأكاديمي و الذي لم يكن دائماً مزروعا بالورود، فقد مررت بالكثير من التحديات و دونتها في (هتون و المشرف المجنون)، لكن إجمالاً كنت سعيدةً جداً و مرتاحة في العيشة في الخارج، رغم افتقادي لأهلي إلا أنه من الجميل أن نكتشف أن ما نعيشه من ضغوط إجتماعية في بلادنا هو ضريبة طبيعة مجتمعنا المترابط و الذي برغم جمال ترابطه إلا أنه في كثير من الأحيان تكون خصوصيتنا هي الثمن، فرغم الوحدة التي قد نشعر بها إلا أن راحة البال المقابلة لا تقدر بثمن، طبعاً لا أتمنى أن أعيش في مجتمع غير مترابط لكنني أقدر تجربة العيش المؤقت بدون ضغوط لأبعد حد. خلال هذه الفترة، كان اليوتيوب السعودي يشهد عصره الذهبي، قام الشباب بتجارب رائعة و أصبحت أسماء بعضهم أرقاماً صعبة و في فترة وجيزة، كنت أتابع كغيري من الملايين و أكتفي باللايك (و الله عمري ما كنت معلق يوتيوبي و العياذ بالله و سلامة الطيبين منهم)و خلال هذه الفترة أصبح لي حساب في تويتر و قمت ب (التعزيل) من فيسبوك و أنشأت مدونة و أصبح يرتوت لها الهوامير (كان الهامور الحالي خالد خلاوي و الملقب بمستر رائع على وزن الملكة أحلام يملك حوالي ٦٠٠٠ متابع)، كنت أستمتع جداً بردود الأفعال و بدأت لا شعورياً أتحضر لجائزة نوبل في التدوين (أيش في؟؟ جات عليا يعني أنا كمان أبغى أعيش الدور)، هنا نظرت لمرايتي و قلت لها(الدنيا حلوة و أحلى سنين)، كنت أرغب بالقيام بشئ أكبر كتابياً كتأليف رواية و كنت أتخيل الأستاذ تركي الدخيل يستضيفني في برنامجه لمناقشة مسيرتي الكتابية (هتون قاضي حدثينا عن فشلك في البداية كيف تجاوزتيه) و غيره من أساليب الأستاذ تركي المميزة. فجأة و بدون سابق إنذار ألحت عليا فكرة البرنامج اليوتيوبي، شعرت بأن المجال متاح لأن كل المعروض يناقش القضايا الإجتماعية و غيرها من وجهة نظر ذكورية، أين النواعم من اليوتيوب؟؟ و حتى لا أطيل عليكم ، بادرت و تقدمت بفكرة البرنامج و التي كانت مستوحاة بالكامل من المدونة و لم يكن الطريق مفروشاً بالورود حتى ظهر فيديو (الطفرة الكولية) و الذي شكل علامة فارقة في حياتي، فسبحان مغير الأحوال، انتقلت فجأة من سيدة منزل تحضر للدراسات العليا لصانعة و مقدمة محتوى على وسيلة إعلامية، و نظرت لمرايتي و قلت لها (أنا خايفة منك أو عليك)، كنت فعلاً خائفة جداً و لا أدري ما علي فعله، استعنت بالله و تشجعت و استمريت و قدمنا موسماً كاملاً من نون النسوة خلال ٢٠١٣ تكلل و بفضل الله بنجاح كبير. مع بدايات عام ٢٠١٤ اتخذت فجأة قراراً حاسماً و مصيرياً كنت أشعر بالرعب من مجرد التفكير فيه لذلك كنت دائماً أقوم بتأجيله، قراراً بدلني تماماً و رسم مساراً مختلفاً لحياتي. ترددت كثيراً قبل أن أقرر الكتابة عنه نظراً لطبيعتي الكارهة للدراما و لمحاولتي الدائمة للبعد عن مشاركة مشاعري السلبية لكن (هوا حد واخد منها حاجة خلينا نجرب)، سأفصل هذا القرار في تدوينتي القادمة (و اذا فلسعت و هربت قولوا لي فينك)
هتون قاضي،
نوڤمبر ٢٠١٤

%d مدونون معجبون بهذه: