خلاصة RSS

Monthly Archives: سبتمبر 2016

لي الشيشة و إسورة كارتيه

و لله الحمد شارفت السنة الدراسية على البدء، يا لسعادتي و حبوري أنا و كل الأمهات، فقد طالت هذه الإجازة و تجبرت و أفسدت الأطفال و النظام، بلغنا الله إياها لا فاقدين و لا مفقودين و نسأل الله أن تكون سنة خير و توفيق للجميع.

أغلب تدويناتي (الكثييييييرة جدا :)) ) في الفترة الأخيرة تتحدث عن ما يحصل في وسائل التواصل و بالأخص تويتر ، أستغرب من نفسي لم أرغب بالحديث عما يحصل فيه؟؟ ألا يكفي تويتر؟؟ الجواب الصادق لا، فأنا بطبعي أحب الكلام (بالعامية رغاية :)) ) و أختنق من ال ١٤٠ حرف التي أجبرنا عليها هذا العصفور المشاكس، لنرى ان كان هذا الإختناق سيخف في التحديث الجديد و الذي بحسب كلامهم لن يحتسب الروابط للصور و مقاطع الفيديو ضمن حروف التغريدة، و أتمنى أيضا ألا يتم احتساب الوسوم أو ما يعرف بالهاشتاقات، فالواحد منهم قد يلتهم نصف حروف التغريدة و كأن الواحد منا (ناقصهم)،.

المهم ما علينا، يظل هذا العصفور يتحفنا بما له يفغر الفاه من العجب و تدمع العين من الحزن و أحيانا بما تخفق له القلوب فرحا. مما أفرحنا و أسعدنا جميعا هو تضافر الجهود لإنجاح موسم الحج ليظهر للعالم بهذه الصورة المشرفة و التي إن لم تخل من الأخطاء إلا أن الجهود المبذولة لخدمة الحجيج و حفظ أمنهم لا تستطيع سوى شكره تعالى أن سخر لحجاج بيته من يخدمهم و يخلص في واجبه تجاههم، جزاهم الله عن الجميع خير الجزاء.

نأتي لأم القضايا ألا و هي ذاك الكائن الغريب، ذاك الدخيل على الكرة الأرضية، هو كائن حار فيه العلماء لدرجة تجنيد مؤتمرات و إفراد تخصصات أكاديمية  لدراسة ماهيته و خصائصه دون الرجوع إليه أو سؤاله و ذلك نظرا لغرابته، هو كائن مفروض فرضا على كل المجتمعات، و يتميز بأن المشاعر ناحيته دائما متضاربة، فما بين عاشق متيم له و ما بين كاره لاعن له ليل نهار، إلا أن الأعجب من ذلك هو أن عاشقيه و كارهيه يرغبون به و بشدة و لا تصفوا لهم الحياة بدونه، الا أنه و بالرغم من ذلك دائما ما تكثر المزاعم بأنه كائن طفيلي و سبب لكل المشاكل و الزوابع. و نظرا لأنه مصدر للمشاكل و الهموم لا تفتأ المحاولات لاحتوائه و برمجته بحيث يكون دائما على هواهم فلا يحيد و لا يميل، فتتحقق لهم السعادة بأن يشبعوا رغبتهم منه و يتجنبوا المشاكل الناجمة عنه، إلا أن هذا الكائن للأسف لا يتمتع بميزة البرمجة المباشرة حيث أن هناك جهاز في تركيبته يعرف بالدماغ و يعمل بكفاءة عالية تجعل مهمة برمجته غاية في الصعوبة و شبه مستحيلة، مما أدى لكل المشاكل التي نواجهها اليوم مع الكائن الغريب الدخيل المسمى مرأة و التي يفوت الكثير منهم أنها ببساطة تنتمي للجنس البشري و لا تحتاج لكل هذه الزوابع المثارة حولها.

المثير للشجون حاليا أن قضايا المرأة و كل ما تمر به يتم إما تقزيمه بحجة أن هناك أمورا أهم أو يتم تأويل القضايا و زعم أنها تقاد بأيادي أجنبية و عدوة للدولة فبذلك يخرس الجميع خوفا من التخوين و الذي أصبح أسهل من شرب الفيمتو في رمضان. و في وسط هذا و ذاك، ماذا يفعل أصحاب الحق الحقيقيون؟؟ لا شئ، يبكون على الأطلال و يتم تسكيتهم كما الأطفال بعبارات على شاكلة(بس  خلاص أبثرتونا، يمين على يمين مافي سواقة، أطلعوا برة البلد اذا مو عاجبكم) يكتب الأخ هذه العبارات و هو ممدد في الإستراحة و (لي) الشيشة على طرف فمه، يشفط شفطة و يكتب (بس بس لا يكثر) و شفطة أخرى و يكتب (بس يا ناقصات العقل و الدين، الولاية في مصلحتكم) ثم يخرج من الإستراحة ليركب السيارة التي تقوم زوجته ناقصة العقل بتسديد أقساطها . حقا (لا يكثر)، فقد استنفدنا كل العبارات و لم يعد هناك فائدة من هذه الصراعات الإلكترونية إنما بالعكس، أصبح تويتر سبب رئيسي لضغط الدم و الشرايين، فإن تكلمت سارعوا بتقزيم كلامك و تخوينك أو الإدعاء بأنك لا تعاني فلم (كثر) الكلام، و إن أحجمت عن الكلام اتهموك النواعم بالتقصير في حقهن و عدم دعم حقوقهن و نسمع العبارة الكلاسيكية العقيمة (المرأة عدوة المرأة). ثم تنظر في الواقع فتجد بأن أغلب ما ينقصنا نحن السيدات هي أشياء طبيعية لا تستحق الوقوف عندها مرتين. بالله عليكم أيعقل و نحن في هذا الزمان أن يحرم جنس بشري كامل من قيادة مركبة؟؟ أيعقل أن يأخذ سبعيني إذن السفر من إبنه؟؟ أيعقل أن يطلب من شخص إستلام شخص آخر و كأنه بضاعة بعد أن ينهي محكوميته؟؟ أيعقل أن يطلب شخص بالغ عاقل كامل الأهلية من شخص آخر أن يمنحه الإذن بإكمال دراسته؟؟ قلت شخص و لم أقل امرأة لأننا بشر في النهاية و ما لا يصح عمله مع الذكر لا يجوز عمله مع الأنثى، هكذا ببساطة، نننحححننن بششششششر،إنساااااااااان و ما لا يصح عمله مع بني الإنسان من أخذ إذن ممن يصغره سنا و مقاما و من تقييد حركة لا يصح عمله مع المرأة بأي حال من الأحوال.

شخصيا لا أعاني بتاتا من تعقيدات ولي الأمر، فوالدي أطال الله في عمره لا يحرمني من إسم المستخدم و كلمة المرور الخاصة به في حال احتجت لتجديد جواز سفري و تجديد الإذن بالسفر، كما أن علاقتي بوالد أولادي جيدة جدا فلم نحتج أبدا للمحاكم و القضايا و ما يتبعهم من ألم للرأس و لكل الجوارح، باستثناء منعنا من القيادة فأنا لا أشعر شخصيا بأزمة الولي أو غيرها من الأزمات، هل هذا يعني أن المشكلة غير موجودة فقط لأني لا أعاني منها؟ هذه قمة الأنانية، و لا أريد أن نكرر أخطاء سيدات الرعيل الأول حين سمحن بهضم البديهي من حقوقهن بأعذار على شاكلة (رجال البيت لازم له هيبة، عادي الحرمة تسمع كلام الرجال لازم)، سامحكن الله، فلو لم ترضين و أبديتن أي اعتراض لما وصلنا ل ١٤٣٧ و لا زلنا نتناقش في البديهيات.

وشخصيا أيضا، نشرت حلقتين من برنامج نون النسوة عن ولي الأمر بعنوان (البحث عن ذكر) و عن أزمة الحقوقيات بعنوان (حقوق)، هذا منبري الذي أعبر من خلاله عن رأي بالإضافة لبعض التغريدات و المقالات هنا و هناك مع تجنب نبرة التشكي و التبرم لأنني لا أحبذ هذا الأسلوب، و لكن يظل التساؤل، لم لا تحسم هذه الأموررسميا كما حسم غيرها؟؟ لماذا نترك هكذا للشتامين الشامتين؟؟ أيعقل أن نرى شخصا عديم الأخلاق يجاهر بميوله الشاذة ناحية الأطفال و يصف بنات بلده بأبشع الصفات يتشدق في موضوع بديهيات المرأة و يتغنى بالوطنية عن طريق الإستفزاز و الألفاظ السيئة؟ و آخر سئ التربية شتام لعان يطبل للسلطات بطريقة تذكرنا بطالبي صرر الدنانير، و ديدنه  إستفزاز المواطنات بأن بديهياتهن لن تتحقق و ليموتوا بغيظهن. لماذا لماذا لماذا؟؟ كل هذه ،   الأمور تحسم ببساطة رسميا فيخرس الجميع ، لمتى ستظل بديهياتنا على ذيل القائمة بحجة أن المجتمع غير جاهز؟ بالله عليكم أي مجتمع؟ مجتمع الإستراحة و لي الشيشة أم مجتمع السيدات اللاتي لا يشعرن بالمعاناة و قتلت الرفاهية فيهن كل إحساس فلم يكتفين بالصمت إنما عارضن بنفس طريقة راعي (لي) الشيشة و لكن بأصابع متخمة بالكارتير و الفان كليف. المجتمع نحن من يشكله و يخلق وعيه، إن جارينا الموروث الذي لا أصل له أكثر من ذلك فلن نتحرك من مكاننا، لماذا نسمح بأن نكون مضغة في الأفواه بعدم إعطاء المرأة البديهيات ثم نغضب حين يسخر العالم منا؟؟ لم لا نخرسه و يأتي الحق من أصحاب الحق بطريقة راقية و تعكس السيادة و الهيبة؟ أعلم أن كل الأمور ستحل و لكن هرمنا هرمنا هرمنا، نرغب بكل طاقتنا أن نكون جزءا من التغيير، شخصيا وضعت لنفسي مكانا في رؤية ٢٠٣٠، أرى المستقبل مشرقا لأننا نرغب بهذا، لكن نرجوكم، فلنحل البديهيات لنلتفت للأعظم.

هتون قاضي،

١٦/٩/٢٠١٦