خلاصة RSS

Monthly Archives: أوت 2010

هيئة النظافة

Posted on

(بسرعة بسرعة يا شباب لازم نلحق نروح البقالة قبل ما يقفلوا للصلاة, من فضلكم نتفق من دحين كل واحد أيش ممكن يحط في العربية عشان ما يضيع الوقت) تستعجل ماما الشباب بهذه العبارات و هي تنظر إلى الساعة بقلق خوفا من ضياع الوقت (ماما ألبس صندل و لا جزمة) ( ماما ألبس شورت و لا بنطلون) يعلوا صوت ماما بنفاد صبر ( ترى و الله إذا عديت من واحد ل 15 و ما نزلتوا السيارة حأسيبكم 1, 2, 3…………) ( ماما عدي بشويش لا تغشي) تسمع ماما صوت الأخ الآخر و قد انفجر بنوبة هستيرية من البكاء خوفا من أن لا ينتهي من عملية الاستعداد قبل ال 15 القاتلة, تبطئ ماما من العد بأسلوب ( تلاتة, تلاتة و نص, تلاتة و تلاتة أرباع), ينهي الشباب الاستعداد و يجرون نحو السيارة التي سبقتهم إليها ماما خوفا من أن يدركهم و قت الصلاة ( بسسسسسسسسسسسسسسسرعة يا عبد الصبور, نبغى نلحق البقالة قبل صلاة العشا) يعلوا صوت عبد الصبور باستهجان ( مدام أنا كم مرة كلم إنت مافي قول هدا بسسسسسسرأة, بأدين اذا إمسك بوليس أهسن إنت مافي سواق إنت إركب ليموزين, بأدين أيش في كل يوم بقالة بقالة, في بيت هدا ناس كول مدام مو زي إنت روح بقالة, هذا في هاوس كيبر مع شغالة روحوا بقالة) تهمهم ماما ( الله يرضى عنك أسكت عني و سوق ووصلنا البقالة و أجل نقاش الناس الكول بعد ما نخلص المشوار الأزلي دا, حسبي الله و نعم الوكيل بس, الله لا يحوجنا إلا لوجهه الكريم). تصل ماما و الشباب إلى السوق التجاري و تسحب عربة و يتعالى حولها صياح الشباب (ماما أنا دوري اليوم أسوق العربية, ماما و الله هو المرة اللي فاتت ساقها) (حبايبي كل واحد يسوق العربية لفة, يلا الله يرضى عليكم كل واحد يتذكر هو أيش لازم يشتري) تنطلق ماما مع الشباب للتسوق مع ما يتخلل عملية التسوق من ( حبيبي جيب العربية هنا خليني أحط الأشياء) ( ماما و الله لازم نشتري حلاوة اليوم إنت وعدتينا) ( حبيبي هيا حط الليمون في الكيس) ( ماما و الله مرررررررررة تقيل هذا الليمون خلاص مو لازم نشتريه) ( ماما و الله هناك في ألعاب مررررررررررة حلوة, الله يخليكي أشتريها) فجأة يتعالى الصوت الذي كانت تخشاه ماما ( اعزائنا المتسوقين, سوف يتم إغلاق صناديق المحاسبة بعد عشر دقائق من الآن , الرجاء التوجه لصناديق المحاسبة, شكرا لتسوقكم في المغلواني) تنظر ماما لقائمة التسوق لتفاجأ أنها لم تنهي سوى نصفها, تتمتم ماما بقلق ( يا ربي ألحق و لا ما ألحق, لسة باقيلي الجبنة و اللبنة و الدجاج و المعلبات و المصيبة ما في شئ جنب التاني, يا ربييييييي ساعدني) تأخذ ماما الربة من الأخ متجاهلة صيحاته الاحتجاجية و تبدأ ماراثون البحث عن الأشياء الناقصة. فجأة تنحشر عباءة ماما في عجلة العربة و تتعثر , تحاول ماما ان تمنع نفسها من السقوط فتتمسك بالرف الملئ بكراتين المكرونة موقعة إياه و نفسها, تأخذ ماما ثواني لتستوعب ما حدث و تنظر حولها لتجد نفسها منكفأة على الأرض و قد افترشت عباءتها المساحة المحيطة بالإضافة لعشرات من كراتين المكرونة, تتلفت حولها أملا في أن تكون هناك قدرة قادرة على تجميد لحظة وقوعها فتمحى من الزمن لتفاجأ بالأخ واقفا بجانب طفل آخر مع سيدة أخرى بالغة الأناقة ( ماماااااااااااا إنت طحتي, أنا سمعت صوت أشياء تطيح و خفت حسبت حرامي جا البقالة, شوفي يا ماما هذا صاحبي عبد الله و أمه, هيا يا ماما قومي بسرعة سلمي على مامة عبد الله) تتمنى ماما في هذه اللحظة ان تنشق الأرض و تبلعها من شدة خجلها, تحاول جاهدة أن تقف مستندة على الرف فتوقع المزيد من كراتين المكرونة, تنتصب واقفة و تحاول تعديل هندامها حتى تسلم على مامة عبد الله ( السلام عليكم, كيفك أم عبد الله معليش و الله مدري كيف طحت البزورة لبخوني) تنظر أم عبد الله إلى ماما و تتمتم ( نو بروبليم, المهم إنك أوكي, مامي عبد الله يلا وي نيد تو قو) تهمهم ماما بمشاعر سلبية ( يعني كدة فشلت ولدي, مسكين أمه عمرها ما راح تصير كول) تسحب ماما العربة و تنادي على الشباب لاستكمال الماراثون, يتعالى الصوت مرة أخرى (اعزائنا المتسوقين, سوف يتم إغلاق صناديق المحاسبة بعد خمس دقائق من الآن , الرجاء التوجه لصناديق المحاسبة, شكرا لتسوقكم في المغلواني) تتعالى دقات قلب ماما و تجري لاستكمال ما يمكن استكماله من قائمة المشتريات مع ترتيب الأولويات في القائمة و تنطلق مسرعة نحو صندوق المحاسبة لتفاجأ بطابور يمتد لنصف السوق التجاري ( يا للهول يا للهول, و الله شكلي لو صرت عشرة ما راح ألحق) تقف ماما مع الشباب في الصف متمسكة باحتمال ضعيف جدا بأن تتمكن من المحاسبة قبل وقت الصلاة. تنتظر ماما و تنتظر ثم يحصل ما توقعته, توقف المحاسب عن المحاسبة طالبا من الزبائن العودة بعد وقت الصلاة, تلقي ماما نظرة على ساعتها و تهدر و قد ارتفع ضغطها ( حتى الأذان لسة باقيله 5 دقايق, هيا دحين أيش أسوي؟؟؟ أستنى و أخلي الخضار المجمدة تسيح و اللبن و الحليب يحمضوا, مهو يا ريتهم يصلوا و يفتحوا, أقل شئ يبغالهم 45 دقيقة, و الله محد قالهم لا تصلوا بس مو معقول كدة), تجد ماما نفسها أمام أحد العمال فتنتهز الفرصة و ترجوه ( الله يرضى عليك خلي أحد يحاسبلي, أنا مرة آخده أشياء كتير و ممكن تتخرب اذا استنيت لغاية ما تخلص الصلاة حسب توقيت السوبر ماركت) يجيبها العامل دون أن يلتفت نحوها ( يا أمي الله يستر عليك ما نقدر, و الله الهيئة لو شافتنا بنحاسب لأحد حتعطينا انذار و ممكن لو اتكرر فيها سين و جيم ممكن ينتهي بتقفيل المركز, خلينا في ساعة رحمان الله لا يسيئك) تسلم ماما أمرها لله و تقرر الانتظار هي و الشباب, تبحث عن مكان تركن فيه العربة و تنتظر, و بينما هي تنتظر سرحت بأفكارها (سبحان الله , من جد ما لا يأتي بالقرآن يأتي بالسلطان, دحين لو قعدوا نصحوا الناس من اليوم للسنة الجية بأسلوب ” يلا الصلاة لا تروحوا النار” و الله ما كان أحد قفل وقت الصلاة, بس من شدة سطوة الهيئة و صلاحياتها ما تلاقي محل في أضيق زقاق إلا و قفل , بياعين من كل الجنسيات محد يسمع للرجاءات و ما تسمع منهم غير ” بأد سلاة بأد سلاة, هيئة هدا متوع شيل سجن” ” معليش مدام بعد الصلاة, عندنا أوامر إنه نقفل هلأ هلأ و ما نقدر نأخر و لا سانية, تعي بعد الصلاة بنخدمك بعيونا” ” معليش يا أختي لو تيجي بعد الصلاة, أصلي بصي بأة حضرتك لو ما قفلناش دي فيها سين و جيم و بهدلة, و إنت ما ترضيش إننا نتبهدل” يا سلاااااااااااااااااااااااااااام لو في هيئة للنضافة في الشوارع, لو الواحد يجي يرمي زبالة في الشارع تقوم تجيه هيئة النضافة و تبهدله و تجرجره و تشرشحه لأنه أساء للناس, لا و كمان يكون أحلى لو فيها توقيف أو غرامة, يصير الواحد يقدر يتمشى بدل ما يتعتر بعظام البيك اللي لو جمعوها من شوارع جدة بالراحة تبني برج و لا قوارير العصير و البيبسي, أما تكمل لو في هيئة للمرور تمسك اللي يسقط عليك من أقصى اليمين و لا اليسار الله أعلم, بس الواحد يقول ” و الله لا أجيبلك هيئة المرور” يقوم يرتعب و ينعدل حاله يا سلااااااااااااااام يا سلااااااااااااااااام) تفيق ماما من خيالاتها للواقع ( ماما مررررررررررررة أبغى حمام, لاااااااااااازم لازم) تأخذ ماما الأخ للحمام و أقصى أمنياتها أن تكون هيئة النظافة حقيقة ليست من وقع الخيال لعلمها المسبق بما ستلاقيه من أهوال في الحمام.

هتون قاضي

 يونيو 2010


إبن اللزينا

Posted on

(مدام بدنا ياكي تيجي بسرعة عالمدرسة, في شئ كتير خطير و مخجل صدر من إبنك, قال كلام كتير كتير بشع, ما ينفع عالتلفون بدنا ياكي هلأ هلأ و إذا ما جيتي بظرف نص ساعة, بدنا نفصله من المدرسة) انتفضت ماما من مكانها على وقع الكلمات و حاولت جاهدة ان تعلم على الأقل ما قاله الأخ (طيب بس قولولي أيش قال, بس عشان يكون عندي فكرة) ( ما بينفع ما بينفع شئ كتير كتير كتير خطير, الله يحفظنا بس, بدك تيجي و لا لأ) (الآن الآن مسافة الطريق) قامت ماما مسرعة و التقطت عباءتها بدون أن تعير ما ترتديه أي اهتمام فالمصيبة أكبر, جرت على السيارة و هي تهمهم و تهدر ( يا ربي سترك يا رب, هيا أيش هبب الأخ الله يصلح حاله, هيا فين أودي وجهي دحين, لو بس أعرف أيش قال, أنا عارفة إنه يجي منه لا بده سمع أي كلمة و راح زي البغبغان يقولها, هيا دحين يقولوا علينا ناس سفيهين و ما ننفع نربي بزورة, يا ربييييييييييييييييي أرحمني) توجه ماما كلامها للسائق ( بسرعة يا عبد الصبور أصحك توقف في الإشارة أقطعها لازم أوصل في نص ساعة) ( ما إقدر مدام بأدين بوليس في إمسك, إنت تبغوا أنا روح سجن, يأني إنت مدام مافي فكر انا مسكين …….) ( أستغفر الله يا ربي توب علينا من السواقين, يعني كأني ناقصة ولدي مسوي جرية في المدرسة و السواق يغني ظلموه, يا ربي وصلني بقدرتك) تصل ماما المدرسة و تجري مسرعة على غرفة الإدارة ( السلام عليكم, انتوا كلمتوني قلتولي إني لازم أجي بسرعة لأنه في شئ خطير صدر من ولدي, خير إن شاء الله؟؟) نظرت المديرة إلى ماما نظرة طويلة, شعرت ماما بأن المديرة تحاول جاهدة أن تكتم ضحكة طويلة, شعرت بعدم ارتياح و دعت الله أن تكون هناك مرآة في المكتب, تلفتت ماما ووجدت خلفها مرآة, نظرت فيها و صعقت و تجمدت الدماء في عروقها, طرف البيجاما واضحا من تحت العباءة يليه سليبر على شكل حمار وحشي ( يا ربييييييييييييييييييي يعني مو بس أم مهي كول و لا أنيقة, و كمان ولدها قليل أدب, يا ربي أستر علي بسترك الجميل الذي لا ينكشف) ( اتفضلي مدام) تفضلت ماما و لم تحاول كعادتها أن تبرر منظرها الغير كول, فهذه المرة المسألة أكبر (خير ان شاء الله يا أبلة, أيش سوى ولدي و أيش قال؟؟) ( معليش مدام أنا مس مش أبلة) همهمت ماما في نفسها (مس و لا أبلة و لا هبابة, أنطقي بسرعة) (معليش يا مس نيكول, بس ايش الموضوع ترى مرة قلقتيني, أيش قال ولدي) تنهدت مس نيكول تنهيدة طويلة و قالت ( اليوم الصبح إيجوا لعندي 3 مامات و كانوا كتير زعلانين, بيقولوا انو ولادن بيقولوا كلام كتير بشع و لما سألوهن من وين سمعوا هالكلام قالوا إنه إبن حضرتك بيقولوا) (طيب أيش الكلام اللي قالوا؟؟ و الله أنا مرة آسفة مقدما أنا عارفة إنه ولدي دايما يكرر الكلام و زي منتي عارفة الأولاد في دا السن يميلوا دايما للتقليد) بعد أن قالت ماما هذه الجملة تمنت لو أن هناك قوة أو قدرة تعيد الكلمات التي خرجت من الحنجرة إلى مكانها و في نفس الوقت تدخل أذن السامع و تمحوها محوا أزليا ( تقليد يا هانم تقليد, يعني الطفل حيقلد مين غير أهله, عمرك لا تبطلي, كم مرة قلتلك عدي لعشرة قبل ما تتفلسفي) تنهدت مس نيكول تنهيدة أخرى طويلة و أردفت (مستعدة تسمعي إبنك شو قال) عدلت ماما جلستها و حاولت جاهدة أن تسدل عباءتها على السليبر و أبدت استعدادها لسماع الكلمة الكارثة (إبنك يا مدام بيقول للولاد اللي معوا بالصف يا إبن اللزينا أكلوا الطحينة) نظرت ماما إلى المس ببلاهة و قالت (قال أيش؟؟؟؟) ( شو مدام ما سمعتيني, عم إلك إبنك قال للولاد يا إبن اللزينا أكلوا الطحينة, سوري بس ما بدي قول الكلمة كتير) صمتت ماما و غرقت في أفكارها ( يعني هي المشكلة في الطحينة, أنا عارفة إنه المدرسة كول بس الطحينة مشهورة و حتى إسمها بالانجليزي زي بالعربي مع اختلاف في طريقة النطق بدل طحينة بفتح الطاء تصير تهيني بكسر الهاء و استبدال الطاء بالتاء على اعتبار إنه حرف الطاء ماله مقابل في الأبجدية الإنجليزية, يمكن المسألة مسألة لغة لأنه ولدي اتكلم بالفصحى, يمكن كمان أحد من المامات او البابات عنده حساسية من الطحينة فأستكتروا على نفسهم إنه أولادهم يكونوا أولاد أكالين الطحينة, طيب إذا استثنينا موضوع اللغة و الحساسية يمكن تكون المسألة إنه الطحينة تعتبر أكلة شعبية و ما تليق بمقام الناس الكول, طيب مرة تانية أعلم الأخ إنه ما يجيب سيرة الأشياء دي و يكتفي بالأشياء الكول………..) ( شو مدام شايفتك ساكتة, أنا عارفة إنه المسألة كتير صعبة عليك, كلنا بدنا ولادنا يكونوا مؤدبين و محترمين بس شو بدنا نعمل, هلأ شو بدك تتخذي إجراء) ( أبدا يا مس نيكول أنا عارفة إنه الكلمة اللي قالها ولدي مهي كول, و صدقيني نحن بنحاول جاهدين إنه نكون على مستوى الكولنيس اللي مطلوب في دي الحالات و أوعدك إنه ما تمر السنة غير و نحن عيلة كول على الآخر) ( تكرم عينك مدام و راح آخد كلامك على إنه وعد, أوكي؟؟؟) ( أوكي مس نيكول) ( الله معك مدام) ( حاضر يا طحي أقصد يا مدام نيكول) خرجت الماما تجرجر عباءتها و هي تعترف بفشلها الذريع هذه المرة أيضا في اختبار الماما الكول

هتون قاضي

مايو 2010