خلاصة RSS

Monthly Archives: جوان 2023

انت مرة توكسيك 🤭

Posted on

أعزائي القراء، أبشركم؛ رغم علمي المسبق والقديم بأن لا أحد منكم ينتظر مني هذه البشارة🤣؛ ولكني آثرت أن أبدأ بهذه البشرى لأنها حقيقة أسعدتني وأشعرتني بأهميتي وبمدى التأثير الذي يمكنني إحداثه في محيطي، البشرى هي أن وليمة العيد قد نجحت بكل المقاييس👏🏻. بداية من قطع اللحم المبهرة في الفرن، مرورا ب “المختوم” والذي يصنع بالصلصة الحمراء واللبن نهاية بفتة الرأس، كلها مجتمعة شكلت وليمة ليتني أجد مكانا لها في سيرتي الذاتية. طبعا لا ننسى الأرز المصنوع بمرق اللحم والمستكة والذي شكل طبقا رئيسيا بسبب طعمه اللذيذ وشكله البهي بحباته النثرية ورائحته الشهية. أما الحلويات، فبعد مدة طويلة من التخوف من صنع “البافلوفا” والتي هي عبارة عن قطعة كبيرة من المارنج أو ما اصطلح على تسميته ب “بيض الكوكو” عند المكيين، إلا أنني واجهت مخاوفي من الفشل وصنعتها وكانت تحفة فنية شكلا ومضمونا. إذا فقد حققت مستهدفاتي وأستطيع الركون للراحة في الأيام القلائل المتبقية من الإجازة، باركها الرب وحماها من سرعة المرور.

بعد هذه المقدمة المستوحاة من أجواء العيد، ما دفعني للكتابة اليوم هو زيارتي لخالاتي الحبيبات قبل عدة أيام واضطراري لمشاهدة حلقة تلفزيونية لبرنامج حواري نسائي مخضرم لم يتبقى منه بعد كل هذه السنوات سوى إسمه. حسنا، لنتفق أولا أن قضيتي ليست في البرنامج ولا سنوات عرضه ولا مقدماته، أبدا إنما بالعكس، لطالما كانت الاستمرارية مع التطوير أمور محمودة، كما أن استمرار برنامج لسنوات طويلة عادة يكون دليلا على نجاح القالب المعروض من ضمنه مع إمكانية القناة التي تعرضه من استقطاب أسماء وفريق إعداد قادرين على الاتيان بالجديد.

ولكن، واعتقد بأن المقدمة السابقة حتمت وجود لكن كبيرة، ما رأيته في حلقة ذاك البرنامج أصابني بالإحباط والملل والكثير من الحموضة. أظن أن الحلقة كانت ختاما للموسم، مما استرعى استضافة نجمة من نجوم الصف الأول. وبما أن جهاز التلفزيون كان مفتوحا، فقلت لنفسي لنستمع، لعل هناك جديد أو إثراء من أي نوع.

تحلقت المذيعات حول الضيفة، والتي أعتقد بأنها نسيت ارتداء القطعة السفلية من ملابسها. والصراحة حين رأيتها جالسة بملابس بدا لي أنها محتشمة علويا، قلت في نفسي أنه من الأكيد أن هناك كارثة سفلية. وقتها تذكرت مقطعا لهاني رمزي من فيلم “محامي خلع” حين طلب من موكلته أن ترتدي لباسا لائقا غير مكشوف في المحكمة، فجاءته مرتدية قميصا وجاكيت محتشمين مع تنورة شديدة القصر، فهمس لها مغتاظا “هوا انت لما تقفلي الشباك، لازم تفتحي بير السلم”، وهذا ما تبدى لي وللمشاهدين حين قامت الضيفة من مكانها بملابس فائقة القصر. ولكن يا هتون لا تكوني متزمتة وسطحية، لعل الحوار مثر والنقاش يجلب مفاهيم جديدة تفتح أذهاننا وتجعلنا نتعاطف مع التجارب البشرية.

ويا للحوار الباهت. أظنهم لو قلبوها لمسابقة “كم مرة تم ذكر عبارة علاقة سامة” أو “كم مرة أفتت المذيعات والضيفة في من هو الشخص النرجسي” لكان الموضوع مفيد ومسل أكثر، أقلها كنا انشغلنا بشئ آخر عدا رأي إحدى المذيعات “أنا جدا جدا ما أحب الرجل الكاذب”، يا للهول، ماهذا الرأي الخارق الجديد؟ لماذا تكرهين الكذابين؟ لم أر في حياتي شخصا يكرههم؟ من أين أتيت بهذا العمق يا أختاه؟ أو النقاش العظيم بين المذيعات والضيفة عن أهمية الكرم وكيف أن الرجل البخيل لا يطاق. يا الله، في حلقة واحدة تم نسف البخيل والكاذب، ما هذا الإثراء؟ ما هذه المعلومات المفيدة؟ ما هذا الحوار المثري ووجهات النظر المتفردة؟ أحقا لا زلتم تعلكون في هذه المواضيع؟ لا بأس بذلك بالمناسبة، فنحن ومنذ الأزل نعلك المواضيع، ولكن نريد فقط بعض الإضافات، بعض الجديد، وأرجوكم لا نريد سماع كلمة “علاقة مسمومة”🤢، لا للمزيد من الإفتاء في العلاقات، لا للمزيد من العلك في ما يحبه الرجل في المرأة وما تحبه المرأة إلا إذا أبهرتمونا بالجديد، عدا ذلك ارحمونا وارحموا أنفسكم لأنكم كلكم أصبحتم مررررررة توكسيك “شديدو السمية”.

فوضى الافتاء في العلاقات أصبحت مضحكة. فحين كان الجميع يفتي في الدين في التسعينات وكانوا يتحلقون في الجلسات لمناقشة الأمور الدينية يتصدرهم عديمو العلم معسولو اللسان، أصبح الآن الجميع يفتي في العلاقات، وبدل التحلق حول مدعي العلم الشرعي، أصبح التحلق حول خبراء بأسماء لعلوم زائفة لابد أن يتخللها كلمات مثل الوعي وجودة الحياة، تعددت التسميات والتحلق واحد، ومدعي العلم هم أنفسهم والمستفتين الذين لا يفرقون بين الحقيقي والزائف هم أيضا أنفسهم، هي عقلية تهوى الاستفتاء والفتي وتبني القضايا أيا كان مصدرها، ولعها موجة وستنتهي وتنحسر كما انحسر غيرها، وحتى ذلك الوقت، نسأل الله أن يرزقنا محتوى متوازن ومسلي نتصبر به على الغثاء.

ودمتم،

هتون

الاستدامة السنابتشاتية

Posted on

انظروا ماذا، إنها الإجازة تهل علينا بعد شهرين خلتهما سنتين تخللهما قرن شوال وبعدها ذو القعدة بأيامه الخفيفة عدّا المليئة نوعا، وهاهي الأيام الطيبة من عشر ذي الحِجَّة التي سيتبعها وقوف الحجيج بعرفات وعيد الأضحى المبارك، وهو الوقت الذي قررت فيه، أسوة بعيد الفطر، أن أفرغ عقلي تمامًا من أي شئ جاد ومفيد، ولن يكون لي أي إسهامات للبشرية سوى التجهيز لوصفات جديدة لخروف العيد مع وصفات أخرى للخبز والحلويات. وصحيح، لربما يهمكم أن تعرفوا بأنني قررت بأن لا أقدم طبق خروف العيد بالصلصة الحمراء كما اعتدناه دائمًا بخبز الباجيت الفرنسي، هذه المرة، وبعد محاولات عدة لتجربة خبز الفوكاتشا في البيت، فسيتم تقديم هذا الطبق بالخبز المصنوع منزليًا، والذي تمت تجربته والتأكد من مدى تشربه بالمرق ونسبة الرطوبة في كل قطعة، وهذا يحقق المستهدف وينقلنا من واقع حالي لمستقبل أفضل خبزيا ولحميا ومرقيا.

وحيث أنه من الصعب جدا أن يسيطر المرء على عقله والأفكار التي (تحوس) فيه وتذكره بما عليه فعله بعد هذه الأيام القلائل، فقررت على عكس نفسي العاقلة التي تواجه الأفكار وتدعها تعبر، أن لا أسمح لها بالتدفق، وسأشغل نفسي قدر المستطاع وأنسى تمامًا واقع أن مسؤولياتي لا حصر لها، وبدأت بالمشاهدة العشوائية لقصص السنابتشات. وياله من قرار بائس غبي ووسيلة هشه للتسلية ووقف تدفق الأفكار، ماذا فعلت بنفسك يا هتون😞. بدأت بأحد الحسابات التي أتابعها وأحب محتواها عن الطبخ وديكورات المنزل، لأجد نفسي انتقل فجأة وبدون إذن مني لأحد تلك الحسابات لمؤثرة وظيفتها في الحياة التنطط من مكان لمكان والشكوى من التعب من كثرة الرَفَاهيَة وصعوبة الاختيار بين فندي ولوي فيتون.

يا للهول، إنهن موجودات😵‍💫، ومحتواهن يزداد ويزدهر. نعم، حَيْرَة هذه المؤثرة بين ألوان حقائب الإصدار الجديد من كريسيتيان ديور هي حَيْرَة حقيقية، أكاد ألمس الضياع الذي تشعر به وهي واقعة بين نار الأصفر والطوبي، والمبكي في الموضوع، أنها لديها حقيبة من نفس الطراز، ولكنها ولسوء حظها ولتكالب صروف الزمان عليها لم تكن على دراية بباقي الألوان، فوصل حالها لما هو عليه. فاكتفت، حماها الرب وباركها، بنصح المتابعات (المنتفات المكافحات ذوات القروض) بالمسارعة باقتنائها وإلا ستنفد سريعًا، وعندها فلن تستطيع المساعدة ولن تقبل بأي مسائلة.

ووسط هذا الجهاد والكفاح التسوقي، كان يجب عليها أن تتناول الغداء مع صديقتها، وطبعا يجب أن يكون الغداء واحة وراحة واستراحة محارب حتى يتمكن من إكمال عملية التسوق بفعالية أكبر، وحتى يتمكن من العودة من سفرة التسوق للتجهيز لسفرة أخرى يتسوقن فيها للسفرة الأخرى. ووسط هذا كله ،ولتحقيق مستهدفات الأمم المتحدة في الاستدامة والتي من ضمنها مستهدفات الاستدامة المجتمعية والتي تتضمن التقليل من اللامساواة، فيجب أن تدخل أحد المحلات المعروفة بمعقولية أسعارها لتذكر المنتفات والمكافحات بأنها منهن، وأنها تلبس اكسسوارات زهيدة الثمن مثلهن، وأن لا مانع لديها بأن ترتدي بنطلونا ووشاحا زهيدي الثمن مع (شبشب) شانيل حتى تثبت لنفسها أولا، وللعالم ثانيًا أن قلبها وعقلها مع جماهيرها العريضة وترغب بأن تمثلهن دائمًا وتشعرهن بأنهن مشمولات ضمن دائرتها الواسعة.

وطبعا بما أن الاستدامة هي هدف هذه الفئة، فوجب عليهن الاستمرار بعرض كل ما تحت أيديهن من موارد متجددة، وذلك يشمل أنفسهن، على اعتبار أن الإنسان كائن متجدد ويبدل خلاياه ويجددها واذا توفى بعد عمر طويل فهو يعود للتراب ولا يكلف الكرة الأرضية عناء التخلص منه، هذا بالإضافة لأطفالهن على اعتبار أنهم كائنات كيوت محبوبين من الجميع ومن الممكن استخدام هذه الكياتة، والتي أودعها الله في الأطفال حتى نتحمل غثاءهم وتعبهم حفظهم الله وحفظ ذرياتنا أجمعين😄، إلا أنها تساهم في سرعة بيع أي سلع يتم فيها استخدام هذه الكياتة كمحفز للشراء. وطبعا استخدام المشاعر والمناسبات الخاصة لاستبقاء المتابعين هي إحدى أنجع الوسائل للاستدامة السنابتشاتية والتيك توكية. فهل هناك أجمل و(أكيت) من زوجين من الكناري وهم يشاركون الجماهير العريضة عيد زواجهم والأماكن التي تم حجزها بهذه المناسبة، والتي نسأل الله لها الاستدامة عاما بعد عام بعيدًا عن الكاميرات لا عدمهم الله الحس والحياء🤧، ويتم بالطبع تصوير الغرف والأسرة والحمامات، والجماهير تصرخ يا للكياتة والجمال، ويخمنون أي من أطفالهم تم إنتاجه في إحدى هذه الأعياد التي (قطت) فيها البشرية جمعاء.

وطبعا بالنسبة للمستهدف الثاني عشر من مستهدفات الأمم المتحدة للاستدامة والذي ينص على (الإنتاج والاستهلاك المسؤول)، فأراه يبكي في الزاوية مما تفعله هذه الفئة. شراهة الاستهلاك عندهم مخيفة ومرعبة. تراهم يشتكون بأنهم مسافرون ولا يوجد لديهم ملابس كافية، فينزلون للسوق ويشترون بلا عقل ولا تفكير، هذا قبل السفر، أما خلاله، فما يفعلونه  من (قش) للأخضر واليابس والصراخ فرحا وحبورًا عند إيجاد سلع يمتلكون منها مالا حصر له ولا عدد هو حالة غريبة عجيبة تسترعي البحث والتقصي، فمالذي يجعل النفس لا تشبع من التملك؟ مالذي يجعل الشخص دائمًا يشعر بأنه يحتاج للتغيير والنطنطة وتبرير ذلك (لازم الواحد يدلع نفسه ويسافر وينبسط، ضغوط الحياة كثير)، ألا تشبع هذه النفس؟ ألا يوجد رادع داخلي لتهذيبها وتقنين رغباتها؟

 حقًّا لا طاقة لي الآن للرد على (يا الله، أيش الحسد والحقد دا؟ دعو الخلق للخالق، بفلوسهم محد قالكم اصرفوا عليهم)، هذا بإذن الله بعد الإجازة حين أقرر فعل شئ مفيد. وحتى ذلك الوقت، كونوا بخير.

هتون

٢٣/٦/٢٠٢٣