خلاصة RSS

Monthly Archives: ديسمبر 2011

صباح الخميس

(مااااااااااااااااااااااااما, خلصت). تضع ماما المخدة على أذنها على أمل أن يكون الصوت محض خيال, عندها يتعالى النداء بنبرة أعلى,( ماااااااااااااااااااااااااااااااااما, خلصت). تدعي ماما مرة أخرى بأنها على الأقل لا تفهم النداء, فتجيب قائلة بكل النعاس الذي لا زالت تشعر به : (خلصت أيش حبيبي؟؟) تسأل السؤال على أمل أن يتحقق ال 10 في المئة من احتمال ان يتغير معنى نداء (مااااااااااااااااااااااااااااااما خلصت) الأسبوعي, تتعالى الإجابة, (خلصت حمام يا ماما). (ياااااااااااااااااا ربيييييييييييييييييي و الله ما فيه أقوم يا ربييييييييييييييي و الله تعبانة يا ربيييييييييييييي نفسي مرة على الأقل يتأجل موضوع الحمام على الأقل للساعة 9 بدل 7 كل أسبوع) و بينما تهدر ماما بهذه العبارات في نفسها يتعالى الصوت مرة أخرى (ماااااااااااااااااما, أقوم و ما أغسل) تسمع ماما العبارة فيهرب كل النوم و تنهض مسرعة لتلحق بالمصيبة قبل ان تقع و ذلك لإدراكها التام بمدى جدية عبارة (أقوم ما أغسل), تنهي ماما المهمة على أمل أن تعود للتنعم بساعة اخرى من الغفوة اللذيذة, و لكن على مين.

تعود ماما للفراش و تندس تحت الأغطية , يأتيها النداء هذه المرة عن قرب, (ماااااااااااااما, لسة ما صحيتي؟؟). (لسة حبيبي أنا تعبانة, بس أنام شوية و أصحى ننبسط مع بعض و نلعب, إذا خليتني أنام, وعد نلعب مرة كتير, طيب؟؟) يجيب الأستاذ (طيب طيب يا ماما بس أنا مرررررررررررة مرررررررررررررررة جيعان) (طيب حبيبي كل معمول أو بسكوت و أنا بس انام مرررررررررررررة شوية و أقوم أجهز الفطور, قول لأخوك أو للدادة يعطيك بسكوت من الدولاب ألين ما أنا أقوم, طيب حبيبي؟؟) (طيب طيب يا ماما و الله و الله ما أصحيكي), و على مين يا قمر الدين.

5 دقائق لاحقا

(مااااااااااااااااااااااااما, ما في بسكوت و ما في معمول). ( يا ربيييييييييييييييي كيف نسيت أشتري معمول من السوبر ماركت, كدة عمرك لا تبطلي تكتبي لستة و أنسي الأشياء المهمة زي المعمول, هيا فين تتخارجي مع الأخ دا الله يحميه). (طيب يا بابا, كل موزة و أشرب حليب لغاية ما أصحى أنا) تقول ماما هذه العبارة و هي مستمرة في الهدر و الحقد على نفسها و على ذاكرتها الخائنة التي أنستها المعمول و البسكوت. ينطلق فجأة الأخ مخترقا الغرفة ناسيا أو متناسيا كل قوانين (محد يدخل غرفة ماما و بابا من غير إذن) و يهدر معبرا عن حقده على الموز و الحليب ( و الله و الله يا ماما ما أبغى موز و حليب, انت لسة يا ماما ما صحيتي؟؟ ) ترغد ماما و تزبد بحقد (لسسسسسسسسة يا بابا, أنا شوية و أصحى و بعدين أنا كم مرة قلتلك محد يدخل من غير ما يدق الباب) ينطلق الأخ مسرعا و (يرزع) الباب مقفلا إياه و يطرق الباب صائحا (كده أدق الباب يا ماما) ( يا ربييييييييييييييييييييي أرحمني برحمتك نوم أيش و هم أيش ) و تقوم ماما متثاقلة و تفتح الباب و يطالعها وجهه البرئ و تتهلل أساريره قائلا (يا سلاااااااام يا ماما صحيتي خلاص خلصتي النوم) ( أما ولد داهية الله يحميك, اللي يسمع يقول مرة ما شاء الله همك راحتي و همك خلصت النوم و لا لأ). تقوم ماما و تسلم أمرها لله و تحتسب سويعات النوم المفقودة عند الله و تتذكر كلام الوالدة (الوالدين أجرهم على الله).

هتون قاضي

إبريل ٢٠١٠

ماذا ستخسر إذا كنت كووولا

قبل أن أبدأ الكتابة حاولت إعتصار خلايا دماغي للبحث عن تعريف لغوي و اصطلاحي لمصطلح الكووول و الكولنة، لم يتيسر لي ذلك فقررت إسراد خصائص الكووليين و ظواهرهم في محاولة لحل الإشكال المتمثل في إجاد تعريف قريب الفهم للكل.
لا يخفى على أحد انتشار العديد من الظواهر الكولية مؤخرا. هذه الظواهر قد تكون عينية ملموسة أو حسية و منطوقة. (الكولنة) العينية قد تشمل عند الرجال(إذا جاز التعبير عنهم بكلمة رجال) بنطلونا لا تعرف هل يلبس من الخصر أم من الأرجل و لا تدري أينتهي به المقام أسفل ال…. أم سيتعداها بمراحل، كما تشمل كدشا لا تعرف شيئا عن أسراب المخلوقات التي (عشعشت) و غطت خلايا الدماغ داخله،تشمل نظارة يجب أ تكون (ماركةٍ ثقيلة) و يجب وضعها في مكان ظاهر سواء الكدش أو طرف التيشيرت، تشمل أيضا في حالة الوطنية ثوب لا تعرف كنهه و هل هو فستان (مُثوّب) أم ثوب (مُفستن). و لا ننسى أجهزة (السمارت فونز) و لو كانت لا تستخدم إلا في لعب البلوت. و طبعا يجب أن تضيف لهذه الخواص خاصية القرف من البلد و من أحوالها، فكونك كوولا يجعلك تأنف البلد و تكرهها و تتحين الفرص للهرب من جحيمها لجنة دبي كونها قريبة و جارة و لا تطلب فيزا.
بالنسبة للبنات و السيدات، تشمل (الكولنة) عباية ماركة (السيدة الفنتورة) و تختلف صفاتها حسب (كولنة) السيدة،و تشمل طبعا حقيبة من أحد بيوت الأزياء العالمية، عدم وجود الحقيبة قد يحكم على السيدة أو الفتاة بالطرد و الإبعاد من الدائرة الكولية حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. طبعا العباءة و الحقيبة و النظارة تعتبر من أهم المظاهر الكولية العينية نظرا لخصوصية البلد، و تختلف طبعا هذه المظاهر في الأماكن التي لا تقتضي لبس العباءة مثل السهرات و الاستقبالات و لكن تظل الحقيبة سيدة الموقف و السيدة تُقيّم حسب سعر حقيبتها (شايلة شنطة بألف تسوي ألف). أضف لهذا قياسا على إخواننا الكوول أجهزة (السمارت فونز) و أخص بها عزيزنا البي بي الذي إذا فقدته الكوولة فسوف تفصل مزاجيا و عقليا.
و حتى تكوني (كولة ) أصلية فعليك بالتزام الحماااااااس في كل تعبيراتك، فمنظر قطة تهاجم صرصورا هو منظر مرررررة كيووووت يححححمس، و اذا رأيت صديقتك التي فارقتيها من ساعة فعليك الجري نحوها (بغض النظر عن المكان) و احتضانها مع ترديد عبارة (مرررررة وحشتيني) بإصرار. و لا يحتاج أن أزيد بأنك يجب أن تكوني كأخونا الكوول، كل مافي البلد يصيبك بالقرف و كل شئ(أووووف مرررة تخلف).
السؤال هو، ماذا ستخسر إذا كنت/كنتِ كوولا؟

١-الإستمتاع بالأكل: و في هذا تفصيل، فكونك من الفصيلة الكولية يحتم عليك/عليكِ الإنكار التام لمعرفتك بأي أكلة شعبية. فأنت لم تفطر في حياتك سوى على الكرواسون و البين أو تشوكلت و لم (تضرب) في حياتك طبق فول مع التميس . كما أن من المحتم عليك أن تكره لحم الخروف لأن رائحته ( أو مااااي قاااد) كيف تاكلوه. أعزائي القراء، مجالسة الكوليين في العزائم تضمن لك أفضل قطع( المفطح) أو (المندي) فعليك بهم.

٢-الإستمتاع بالمشي: كونك إنسان/إنسانة كوول يحتم عليك ارتداء أحذية لا علاقة لها براحة المسكينة التي تحمل أثقالنا، فيتم إرهاقها بكعب مقوس للظهر أو (فلات)مبطح للقدم.

٣-راحة بالك: فكونك كوولا سييجعلك تتصور أن هيئتك و تصرفاتك الكوولية هي محل اهتمام في حين أن (محد عندك)

٤- مصداقيتك: حسب القوانين الكولية، إلمامك بكل الظواهر الكولية المحلية و العالمية أمر لا غنى عنه، إذا كنت كوولا (مُدعي) أو (تقليد) و أخطأت في تحليل أخر ظهور لكيم كارديشان أو آخر موديل في البورشا فستفقد مصداقيتك الكوولية إلى ما شاء الله.

٥-فلوسك و علاقاتك الأسرية: فالكوليوون مستعدون لدفع (مافوقهم و ما تحتهم) للحفاظ على مظاهرهم. أعانك الله إذا كنت أم/أب/زوج/زوجة لأحد الكوليين.

و أخيرا أكرر إبراء للذمة
أحب الكووول و لست منهم

هتون قاضي
١٣/١٢/٢٠١١

%d مدونون معجبون بهذه: