خلاصة RSS

Category Archives: ماما الكووووول

هي مجموعة من المقالات و المواقف الطريفة و التي تصف بعض السلوكيات التي طرأت على المجتمع و مدى الصراع الذي يعيشه بعض الناس في محاولات مستميتة لخلق هوية جديدة و محاولة إثبات ذلك بشتى الطرق. بصراحة الهدف الأسمى من هذه التدوينات هو رسم الإبتسامة و التخفيف من ومرارة الواقع الذي نعيشه

صباح الخميس

(مااااااااااااااااااااااااما, خلصت). تضع ماما المخدة على أذنها على أمل أن يكون الصوت محض خيال, عندها يتعالى النداء بنبرة أعلى,( ماااااااااااااااااااااااااااااااااما, خلصت). تدعي ماما مرة أخرى بأنها على الأقل لا تفهم النداء, فتجيب قائلة بكل النعاس الذي لا زالت تشعر به : (خلصت أيش حبيبي؟؟) تسأل السؤال على أمل أن يتحقق ال 10 في المئة من احتمال ان يتغير معنى نداء (مااااااااااااااااااااااااااااااما خلصت) الأسبوعي, تتعالى الإجابة, (خلصت حمام يا ماما). (ياااااااااااااااااا ربيييييييييييييييييي و الله ما فيه أقوم يا ربييييييييييييييي و الله تعبانة يا ربيييييييييييييي نفسي مرة على الأقل يتأجل موضوع الحمام على الأقل للساعة 9 بدل 7 كل أسبوع) و بينما تهدر ماما بهذه العبارات في نفسها يتعالى الصوت مرة أخرى (ماااااااااااااااااما, أقوم و ما أغسل) تسمع ماما العبارة فيهرب كل النوم و تنهض مسرعة لتلحق بالمصيبة قبل ان تقع و ذلك لإدراكها التام بمدى جدية عبارة (أقوم ما أغسل), تنهي ماما المهمة على أمل أن تعود للتنعم بساعة اخرى من الغفوة اللذيذة, و لكن على مين.

تعود ماما للفراش و تندس تحت الأغطية , يأتيها النداء هذه المرة عن قرب, (ماااااااااااااما, لسة ما صحيتي؟؟). (لسة حبيبي أنا تعبانة, بس أنام شوية و أصحى ننبسط مع بعض و نلعب, إذا خليتني أنام, وعد نلعب مرة كتير, طيب؟؟) يجيب الأستاذ (طيب طيب يا ماما بس أنا مرررررررررررة مرررررررررررررررة جيعان) (طيب حبيبي كل معمول أو بسكوت و أنا بس انام مرررررررررررررة شوية و أقوم أجهز الفطور, قول لأخوك أو للدادة يعطيك بسكوت من الدولاب ألين ما أنا أقوم, طيب حبيبي؟؟) (طيب طيب يا ماما و الله و الله ما أصحيكي), و على مين يا قمر الدين.

5 دقائق لاحقا

(مااااااااااااااااااااااااما, ما في بسكوت و ما في معمول). ( يا ربيييييييييييييييي كيف نسيت أشتري معمول من السوبر ماركت, كدة عمرك لا تبطلي تكتبي لستة و أنسي الأشياء المهمة زي المعمول, هيا فين تتخارجي مع الأخ دا الله يحميه). (طيب يا بابا, كل موزة و أشرب حليب لغاية ما أصحى أنا) تقول ماما هذه العبارة و هي مستمرة في الهدر و الحقد على نفسها و على ذاكرتها الخائنة التي أنستها المعمول و البسكوت. ينطلق فجأة الأخ مخترقا الغرفة ناسيا أو متناسيا كل قوانين (محد يدخل غرفة ماما و بابا من غير إذن) و يهدر معبرا عن حقده على الموز و الحليب ( و الله و الله يا ماما ما أبغى موز و حليب, انت لسة يا ماما ما صحيتي؟؟ ) ترغد ماما و تزبد بحقد (لسسسسسسسسة يا بابا, أنا شوية و أصحى و بعدين أنا كم مرة قلتلك محد يدخل من غير ما يدق الباب) ينطلق الأخ مسرعا و (يرزع) الباب مقفلا إياه و يطرق الباب صائحا (كده أدق الباب يا ماما) ( يا ربييييييييييييييييييييي أرحمني برحمتك نوم أيش و هم أيش ) و تقوم ماما متثاقلة و تفتح الباب و يطالعها وجهه البرئ و تتهلل أساريره قائلا (يا سلاااااااام يا ماما صحيتي خلاص خلصتي النوم) ( أما ولد داهية الله يحميك, اللي يسمع يقول مرة ما شاء الله همك راحتي و همك خلصت النوم و لا لأ). تقوم ماما و تسلم أمرها لله و تحتسب سويعات النوم المفقودة عند الله و تتذكر كلام الوالدة (الوالدين أجرهم على الله).

هتون قاضي

إبريل ٢٠١٠

الضيف العزيز

“ماااااااااااااماااااااااااااااا هيا بسرعة أصحي”, انتفضت ماما من مكانها على وقع الصوت و نظرت للأخ بعيون منتفخة من أثر النوم” خير خير أيش في”استدركت ماما سريعا قبل سماع جواب الاخ و حاولت رسم أكبر نظرة غاضبة تسمح بها حالةاللا نوم اللا استيقاظ التي لازالت فيها ” كممممممم مرة قلت محد يدخل غرفةماما و بابا و يصرخ كدة, كدة الإحترام مو عيب انت…………..” يسارع الأخ مقاطعا ” ماما بسرعىة لازم تصحي قبل ما يجي الضيف” حدقت ماما في الأخ مغالبة نعاسها و تسائلت مستفسرة ” ضيف مين يا بابا؟؟ أنا قلت في ضيف حيجي في الصبح الساعة 7؟؟ خلاص أرجع نام و نحن كمان ننام شوية عشان نحن صايمين, اليوم أول يوم في رمضان” نظر الأخ لماما باستنكار و غمغم من بين أسنانه”مامااااااااااااا ليش كدة تسوي, يعني جا رمضان و إنت ما قلتيلي, كيف يجوا الضيوف و تخليني نايم؟؟؟؟؟ دايما إنتو الكبار كدة تسووا تخلونا ننام و تجيبوا الضيوف هئهئهئهئههئ عااعاعاعاعاعاعاعاعا” دخل الأخ في نوبة من البكاء و تأثرت ماما ببكائه و من فهمه البرئ ” حبيبي رمضان مهو إنسان, رمضان هذا شهر يجينا مرة كل سنة عشان كدة نقول عليه ضيف, نحن في هذا الشهر نصوم و كمان نصلي أكتر و نعبد ربنا و ……..” أسهبت ماما بشرح شهر رمضان المبارك للأخ فعاجلها بجملة ” طيب كيف في التلفزيون جابوا واحد إسمه رمضان, يعني هذا اللي إسمه رمضان يصوم دايما ما ياكل أبدا؟؟ طيب يا ماما ينفع و نحن صايمين نروح الحمام و ما نصير مو صايمين؟؟” تجيب ماما على تساؤلات الأخ متثائبة بين الجواب والآخر, نفد صبرها بعد حوالي 7 أسئلة و أمرت الأخ بترك الغرفة حالا لتعاود النوم ,استجاب الأخ على مضض و عاودت ماما الإسترخاء لتستيقظ نشيطة بعد حوالي 3 ساعات لتبدأ يومها نشيطة و سعيدة ” يا سلااااااااااااااااااااااام عليك يا رمضان الحمد لله يا ربي إنك جعلتنا من عواده” وجدت ماما الإخوان جالسين في الصالةيقلبون في قنوات التلفزيون و سارع الأخ الأكبر بسؤال ماما ” ماما مو صح اليوم رمضان؟؟ أمس أنا و بابا لما رحنا البقالة كان مررررررررة زحمة و جوة الناس في البقالة بس يزعقوا عشان يبغوا قارورة شكلها حلو و فيها شئ أحمر, حتى بابا لما جا يمر من عند هذه القوارير جا واحد دقوا بالعربية و كان حيطيحوا, لما بابا سأله ليش سوى كدة قالوا معليش حسبتك جي تاخد قارورة مممممم مني فاكر إسمه هذا الي قلتلك عليه لونه أحمر أيش إسمه يا ماما؟؟” أجابت ماما ضاحكة ” إسمه فيمتو” صاح الأخ ” أيووووووووووووووة يا ماما كدة إسمه حتى الرجال قال لي بابا ما يصير رمضان إذا ما شربنا كل يوم قارورة فيمتو” تمتمت ماما في سرها ” حبيبي بس يتضاربوا على الفيمتو؟؟ ما اتضاربوا كمان على أكياس الدقيق و أكياس قمر الدين و علب الجلي وأكياس الكريم كارميل؟ يا ربي لطفك يا ربي” أتمت ماما يومها مبتهجة و شاعرة بروحانيات الشهر و قررت أن تذهب لصلاة التراويح في المسجد المشهور ببراحته و عذوبةصوت إمامه ” إن شاء الله بعد الفطور بحوالي ساعة أخرج عشان إن شاء الله أصلي في مكان مريح, يا سلااااااااااام عليك يا رمضان” أذن المغرب و اجتمعت العائلةعلى الإفطار و ما تبع الإفطار من ( طااااااااااااش) و بدأت ماما الاستعداد للذهاب إلى المسجد. نزلت ماما إلى السيارة قبل حوالي نصف ساعة من وقت صلاة العشاء ووجهت الكلام لعبد الصبور ” عبد الصبور لو سمحت روح مسجد “الأمة الوسط “,مو لازم بسرعة عشان لسة في وقت” أطلق عبد الصبور قهقهة مستهزئة ووجه كلامه لماما ” هئهئهئهئ مدام إنت كلم وقت لسة بدري, انت كدة قول عشان إنت مافي كول,أنا ما في كلم هدا ناس كول أيش سوي بأدين إنت كلم عبد الصبور هدا بس قرقر, إنت دحين شوف بنفسك” تمتمت ماما باستنكار( حتى المسجد في كول و مو كول, حسبي الله عليك يا عبد الصبور, و الله لو مو الحوجة كان استغنيت عن خدماتك من زماااااااااان)تصل ماما المسجد و تنظر بسعادة لمواقف السيارات التي لا تزال خالية ( الحمد لله ربي نصرني على عبد الصبور, أهو المسجد لسة فاضي و شكلي حألاقي مكان مرة كويس إنشاء الله) ذلفت ماما لداخل المسجد و تطلعت بسرور للمساحات الواسعة و أخذت تتخيرلنفسها مكانا يتسم بالهدوء و الاستكنان, استقر خيارها على مكان في طرف الصف الأول وهمت بفرش سجادتها و صلاة تحية المسجد لتفاجأ بعاملة حبشية تنقض عليها بسرعة و تلم سجادتها من الأرض و توجه إليها كلامها ” لا تسلي هنا, هدا مكان عمتي موضي وصاحباتها و خالاتها” تنظر ماما إليها غير مصدقة و تعاجلها محاولة قدر الإمكان تجنب الجدال” معليش يا أخت بس أنا جيت أول و المسجد فاضي” تعاود العاملةالكلام بحدة أكبر ” قلتلك ما ينفأ تسلي هنا, إنت ما تأرفي عمتي موضي بأدين هي توريكي” لم تشأ ماما إفساد أول يوم من رمضان بالجدال فالتقطت سجادتها و تخيرت لنفسها مكانا آخر, و ما أن همت بفرش سجادتها حتى عاجلتها عاملة من الجنسيةالآسيوية و منعتها من الصلاة قائلة ” مدام هدا مكان حقي مدام سارة مأ بنتي هي فافا, لازم إنت ما سلي هنا بأدين هدا فافا مرة مجنون ممكن سوي مشكلة كبير” لم تشأ ماما أن تدخل في جدال ينتهي برفع الصوت في المسجد فتخيرت مكانا آخر ليتكرر معها نفس الموقف حتى وصلت لآخر بقعة في المسجد عند المدخل, فرشت سجادتها و أدت صلاة تحية المسجد و بدأت (الهوانم) بالتوافد, تأملت ماما في السيدات الداخلات بحكم موقعها الكائن بجوار الباب, رأت سيدة بالغة الأنفة و قد دخلت المسجد متأبطة اللوي فيتون وورائها عاملة حبشية تحمل سلة ملأى بترامس قهوة مع أطباق مغلفة بأناقة , استبقت العاملة سيدتها لتزيح من أمامهاالناس لتتوجه بكل ثقة للصف الأول و تبدأ بالسلام على صويحباتها ( هذه شكلها عمتنا موضي, هذه مو عمتنا نحن بس هذه شكلها عمة العالم, أجل فين إسم الله عليهم توابعهااللي كل الصف الأول محجوز عشانهم؟؟) بعد دقائق دخلت فتاة في حوالي التاسعة عشرة أوالعشرين من عمرها وورائها سيدة تحاول جاهدة ستر أجزاء من جسدها لم تفلح العباءة في ستره, تتذمر الفتاة و توجه كلامها للسيدة بنفور ( أف خلاص يا ماما, كم مرة قلتلك نو بروبليم (مافي مشكلة) أنا مني متحجبة, و بعدين إفففففففف أيش الريحةالمعفنة دي, أعطيني الكولونيا يع يع) تعاجلها السيدة ( عارفة يا فافا حبيبي و لاأنا مني متحجبة, بس بليز غطي نفسك و ألبسي الطرحة كويس عشان ما تجيبيلنا الكلام في المسجد و لا تكتري الكولونيا عشان الناس المتزمتين) تنظر فافا صوب يد العاملةالآسيوية و هي تشير لهن للتوجه للمكان المحجوز, تزفر فافا بتنمر ” أووووووووماي قود ( يا ربي) أيش العاهات اللي إنت مشغلتها عندنا يا ماما, يعني هذه الهبلةالستيوبيد ( الغبية سلامة عمركم) ما تعرف إنه أنا ما أصلي غير في الفيرست رو (الصف الأول) نوووووووووووو مرة امباسبول ( مستحيل) ” تحاول السيدة امتصاص غضب فافا قبل أن يتحول الأمر إلى زوبعة تنتهي بفضيحة “أحمدي ربك يا فافا إنه الدادة المخصوصة لك جايبينها بنفسنا من سويسرا عشان ما تنكد عليك و ما تكدرك,معليش أستحملي و إن شاء الله بكرة ننبه عليها تحجز في الصف الأول” تستجيب فافا بعدم رضا و يرتفع ضغط ماما ( حسبي الله و نعم الوكيل يا ربيييييييييي أرحمنا,يا شماتة عبد الصبور في, شهر فضيل و تعدي حتى على بيت الله و كمان جيين يصلوا, و يا ريت كدة بس اللي مو عاجبهم و ما يبغوايختلطوا بعامة الشعب اللي زينا و لا في المسجد, يلا نشوف أيش يسووا قدام ربناحيقدروا ساعتها يقولوا أو ماي قود, ياربييييييييي لا تكتب علي بنت زي فافا و لا أظني أكسر صف سنونها و يصير يا قاتل يامقتول , يا رب جيب لفافا الدورة و خليها تطول معاها عشان ما تنفلت علينا هي و نكدها هنا و مو بس كدة………….” يرتفع صوت المؤذن العذب معلنا إقامة الصلاة,تعود السكينة لماما و تصلي و تتمتم بالدعاء للمسلمين بالهداية

هتون قاضي
أغسطس ٢٠١٠

%d مدونون معجبون بهذه: