خلاصة RSS

Category Archives: ماما الكووووول

هي مجموعة من المقالات و المواقف الطريفة و التي تصف بعض السلوكيات التي طرأت على المجتمع و مدى الصراع الذي يعيشه بعض الناس في محاولات مستميتة لخلق هوية جديدة و محاولة إثبات ذلك بشتى الطرق. بصراحة الهدف الأسمى من هذه التدوينات هو رسم الإبتسامة و التخفيف من ومرارة الواقع الذي نعيشه

ماما في بلاد الفرنجة (جات البعثة ٢)

جرت ماما نحو والدتها متسائلة (مين مين يا أمي المحرم المُقترح؟؟) نظرت إليها والدتها بابتسامة منتصرة و قالت بحبور (توتي) نظرت إليها ماما ببلاهة و تساءلت (توتي و محرمي؟؟ مين توتي يا أمي و من فين طِلع؟؟!!)
نظرت إليها الأم مؤنبة و قالت ( وه يا بنتي بسم الله عليك كيف ما عرفتي توتي؟؟ توتي ولد أخوكي الله يحميه)
نظرت إليها ماما بذهول و قالت (لا يكون قصدك طارق؟؟؟!!!!!) أجابت الأم (وه حبيب قلبي هو إسمه طارق؟؟ تصدقي نسيت، حبيب قلبي كِبر و صار رجال الله يحميه و خلّص ثانوي السنة و فرصة ممتازة ليه، منها يكون محرمك و منها يكمل دراسته) شعرت ماما أنها مُقبلة على مهمة شبه مستحيلة (أمي توتي أيه اللي حأتحمل مسؤوليته دا؟؟أنا يادوبك حأشيل مسؤولية بزورتي لأنه زوجي ما راح يكون معايا أقوم أمتحن نفسي بمسؤولية مراهق؟؟ هو ولد أخويا أحبه بس و الله قلق و إنت عارفة أمه و حالها) عاجلتها الأم (إنت دحين أستهدي بالله و خلينا نشاور أخوكي، يمكن من الأساس ما يوافق و ساعتها حنحاول ننبش على
محرم تاني) أجابتها ماما و قد أُسقط في يدها (حاضر يا أمي ربي يسوي الطيب).

بعد يومين

دق جرس هاتف ماما و ميزت منه رقم والدتها (ألو نعم يا أمي، من جد وافق أخويا؟؟ و بسرعة كمان تقولي؟؟و الله يا أمي مني عارفة أفرح و لا أقلق، حاسة مسؤولية طارق حتكون كبيرة. أوووو آسفة توتي يا أمي نسيت إسمه الحركي، حاضر و الله حأبطل تريقة بس أيش رجال و لسة الكل يناديه توتي، طيب طيب يا أمي و لا يهمك خليني في بزورتي و مالي شغل بأولاد الناس آسفة يا أمي، طيب حنجتمع عندك كلنا اليوم و نتفق على كل شي)
نادت ماما(شبااااب هيا رايحين بيت ستي و سيدي). عاجل الشباب(مااامااا في توتي و فافي؟؟) استغربت ماما السؤال (حبايبي هم كبار ما يلعبوا معاكم
أجاب الأخ الأكبر بإعجاب و إكبار (و الله يا ماما هم كوووول مرة شعرهم حلو و يلبسوا ملابس حلوة و عندهم آيفونات) تمتمت ماما “هي دي نهاية توتي و فافي، رجال بشنبات و الكل يدلعهم، الله يستر على أولادي لا يتكولنوا على غفلة”
نزلت ماما السيارة هي و الشباب و طلبت من عبد الصبور التوجه لبيت أهلها ،التفت لها عبد الصبور بغضب ( إنت مو روه بيت أهل إنت من يومين؟؟ كل يوم إنت إخرج مسوار مسوار؟؟ فين جوز إنت بس خلي إنت روه كل يوم؟؟)
تمسكت ماما بأهداب الصبر لآخر لحظة حتى وصلت بيت أهلها، بعد السلام جلست بجانب والدتها (يا أمي دحين آخذ توتي معايا محرم؟؟ و الله خايفة من المسؤولية) عاجلتها أمها (يا بنتي استهدي بالله و ترى فرصة، فين حتلاقي محرم يطلع معاك،أحمدي ربك)
(ماااماااا توتي جا، تووتي فين آيفونك؟؟ الله أيش مكتوب على بلوزتك؟؟) مسّد توتي على رأس الأخ بملل و دخل على جده و جدته و ألقى سلاماً عابراً، (توتي حبيب قلبي تعال سلّم على ستك) قالت الجدة هذه العبارة بحب و تقدمت نحو توتي الذي اتخذ مقعده أمام التلفزيون و بدأ العبث بآيفونه، قام توتي و احتضن جدته و عاد لمقعده،سأله جده (توتي فين أمك و أبوك و أخوك)أجاب توتي دون أن يرفع رأسه من الآيفون ( أون ذير وي) مال الأب نحو ماما و سألها (أيش بيرطن المفهّي دا ؟؟) أجابت ماما ( بيقول هم في الطريق يا أبويا) همهم الأب (أيش المسخرة دي، دخل و لا جا سلّم و كمان سته وطّت عليه تسلم و هو ما هز طوله، أيش الحال المايل دا؟؟)حاولت ماما تهدئته و هي تغلي(معليش يا أبويا روّق دمك ما يعرف الأصول)
(السلام عليكم) دخل والد توتي ووالدته و دخل فافي وراءهم. لا يختلف فافي كثيراً عن توتي فكلاهما بكدش و بنطلونات طيحني مع فرق بسيط في السن. بعد السلام وجّهت والدة توتي و فافي حديثها لماما (كدة حتاخدي معاك توتي قلبي؟ و الله حبيبي حيوحشني بالله انتبهي عليه، ترى هو دلوعي ما ياكل غير أشياء معينة و ما يحب أحد يضيق صدره، الله يعينه على بزورتك هو ما يحب الفوضى) كظمت ماما غيظها و احترمت وجود والديها (ولدك في عيوني و هو ما شاء الله سيد الرجال، أولادي يحبوه زي أخوهم)
دار بين الجميع حوار في تفاصيل السفر و السكن، و لم يبدي توتي الكثير من الأراء و كان يكتفي بترتيبات والديه الذين اشترطا عليها توفير غرفة بحمام لتوتي مع الوعد بإعطاءه مصروف المحرم كاملاً دون( خنصرة)،أُسقط في يد ماما و لم تتمكن من الاعتراض لأن توتي هو المخرج الوحيد لها و سكتت على مضض.
جاء يوم السفر و ذهبت ماما مع زوجها للمطار و اتفقوا أن ينتظرهم توتي هناك، وصلوا جميعاً للمطار و قبل أن يتموا الإجراءات سمعت ماما نقاشاً حاداً بين توتي ووالده (نووووو يا بابا ما اتفقنا على كدة، إنت قلت حتعطيني ڤيزا مفتوحة كيف تقولي يو كانت (ما تقدر)؟؟) عاجل الأب (توتي حبيبي قلتلك ما ينفع الآن البنك وقفلي البطاقة و ما قلتلك عشان ما أضيق صدرك، حبيبي عمتك حتعطيك المخصص كله) صرخ توتي (نووووووو لازم الڤيزا ما أطلع من غير الڤيزا) أدار توتي ظهره لوالده و خرج و نظرت ماما لما يحدث بذهول و تخيلت ضحكة عبد الصبور الساخرة و غصت بدموعها.

هتون قاضي

٣٠/١٢/٢٠١١

ماما في بلاد الفرنجة (جات البعثة 1)

(مننننن جددد؟؟؟ الله يبشرك بالخير يا رب. متى نزلت الأسماء، اليوم؟؟ طيب الحمد لله. وه من جد، سوسن ما جاتها، غريبة مع إنها ما شا الله شطورة. تسلم الله يسمعنا عنك كل خير) أنهت ماما المكالمة مع شقيقها و ركضت إلى زوجها لتخبره بالبشرى(أبششششررك جاااات البعثة الحمد لله, يا سلام حنسافر و نتعلم يا سسسلااا……) قاطعها الزوج بهدوء(طيب قبل لا تتحمسي، انت مقدمة من زمان و أنا قلتلك ما عندي مانع بس كنت واضح معاك إنه ما حأقدر أكون مرافق لأنك عارفة عملي و ارتباطاتي، شكلك مع الفرحة نسيتي، فكرت من حيطلع معاك محرم؟؟ غير لو كنت حتستني ١٥ سنة لغاية ما واحد من الشباب يكبر و يرافقك) استفاقت ماما على الواقع و قطبت جبينها (يووووووووووه صح نسيت تماما موضوع المحرم دا، يا الله مين في بالله ممكن يطلع معايا محرم) دخلت ماما في دوامة من الأفكار و فكرت في كل محارمها، والدها مرتبط بأعماله ، أشقائها كل واحد منهم له حياته و ارتباطاته، أعمامها و أخوالها”بس هو دا اللي بقي، أروح لعمي و أقوله تكفا يا عمي سيب اللي في يدك و تعال أطلع معايا بعثة عشان تدعم براعم الوطن، أبسط شئ يقولي مالت عليك فين جوزك”
أُسقط في يد ماما و قررت الذهاب لاستشارة و الدتها كالعادة، رآها الشباب تستعد للخروج(مااااماااا إنت خارجة فين رايحة؟؟؟ رايحة بيت ستيييي نبغى نروح ،ستي دايماً عندها حلويات مو زي بيتنا ما عندنا شبسات و لا حلويات نحن مساكين يا ماما صح؟؟ المساكين هم اللي ما عندهم حلويات في بيتهم) همهمت ماما”هيا لا أوصيكم يا شباب أفضحوني و كأني مجوعتكم، بركة أمي ما أستحي منها”
أنهوا الاستعداد و ركبوا السيارة و بدأت ماما بإجراء مكالمات هاتفية(إيوة و الله الحمد لله جات البعثة بس مني لاقية محرم ربك يسهل) عاجل الإخوان ( مااامااا أيش بعثة؟؟ أهاااا هذا زي صاحبنا مهند في المدرسة ودعنا و قال هو رايح مع أمه و أبوه بعثة، كيف يعني يا ماما بعثة؟؟ هو قال حيسافر يعني خلاص ما يرجع يصير مو سعودي؟؟ماما عبودي صاحبي بس يتكلم انجليزي هو كدة يصير مو مسلم)
حاولت ماما الإجابة عاى التساؤلات الغير منتهية و بعد أن أنهت المكالمة الهاتفية وجه عبد الصبور كلامه لها باستهزاء(هاهاها هدا انتا تبغا سافر مافي إقدر إنت مافي مهرم. هدا ناس كوول كله روه فلوس هق هم مو فلوس هكومة زي إنت، بأدين إنت تبغا مهرم هذا شيخ مال إنتوا كلّم كلو هرمه ممكن خلي سواق مهرم بس أنا مافي قول كدة بأدين إنت قول عبد الصبور مافي كويس بس شيخ قول هدا كلام مأليش*، هادا سأودي كله أنصرية هاهاهاها) اندفع عبد الصبور في قهقهة عالية و نظرت ماما للجزء الممتلئ من الكأس” الله كلها شوية و أتحرر من عبد الصبور و غثاثته و قلة أدبه، يووووووو نسيت المحرم يا رب سخر لي بمحرم من تحت الأرض”
وصلت ماما منزل والدتها و بعد السلام بدأت باستشارتها (أمي أنا جاتني البعثة الحمد لله و زي منتي عارفة لاااااازم أطلع لأني لو ما كملت ماراح أقدر أصير أكاديمية، طلعتلي مشكلة المحرم زي الخابور مرررررة محتارة مني عارفة أيش أسوي؟؟) التفتت لها الأم و حاولت مواساتها (و الله يا بنتي لو يرضوا إني أطلع معاكِ “محرمة” ما أمانع بس هم ما يبغوا إلا رجال و أبوكِ ما يقدر، هيا أيش ممكن تسوي؟؟)
(مااااامااااا شوفي أيش سوّى أكل ثلاثة كيتكات و كيسين شيبس و أنا و الله و الله قلتله ماما تزعل هو ما رضي قال خلي ماما تزعل أنا على كيفي) قامت ماما لتفقد الوضع و ذهنها مشغول تماماً بموضوع المحرم و الذي بدا لها عصيٌاً تماماً على الحل، فمن أين ستخترع لها محرماً ليرافقها اذا استثنت اقتراح عبد الصبور؟؟ هل سيترك أحد أشقائها عمله و يرافقها؟؟ هل سيغيّر زوجها رأيه و يحزن عليها و يرافقها؟؟ هل سترتاح من عبد الصبور أم أن موضوع المحرم سيقف عائقاً أمامها؟؟
( تعااااااالي بسسسسرعة لقيتلك محرم)
جرت ماما مسرعة و سألت باهتمام شديد (مين يا أمي)

هتون قاضي
٢٣/١٢/٢٠١١

يتبع قريباً
*إشارة إلى فتوى إرضاع الكبير

%d مدونون معجبون بهذه: