جرت ماما نحو والدتها متسائلة (مين مين يا أمي المحرم المُقترح؟؟) نظرت إليها والدتها بابتسامة منتصرة و قالت بحبور (توتي) نظرت إليها ماما ببلاهة و تساءلت (توتي و محرمي؟؟ مين توتي يا أمي و من فين طِلع؟؟!!)
نظرت إليها الأم مؤنبة و قالت ( وه يا بنتي بسم الله عليك كيف ما عرفتي توتي؟؟ توتي ولد أخوكي الله يحميه)
نظرت إليها ماما بذهول و قالت (لا يكون قصدك طارق؟؟؟!!!!!) أجابت الأم (وه حبيب قلبي هو إسمه طارق؟؟ تصدقي نسيت، حبيب قلبي كِبر و صار رجال الله يحميه و خلّص ثانوي السنة و فرصة ممتازة ليه، منها يكون محرمك و منها يكمل دراسته) شعرت ماما أنها مُقبلة على مهمة شبه مستحيلة (أمي توتي أيه اللي حأتحمل مسؤوليته دا؟؟أنا يادوبك حأشيل مسؤولية بزورتي لأنه زوجي ما راح يكون معايا أقوم أمتحن نفسي بمسؤولية مراهق؟؟ هو ولد أخويا أحبه بس و الله قلق و إنت عارفة أمه و حالها) عاجلتها الأم (إنت دحين أستهدي بالله و خلينا نشاور أخوكي، يمكن من الأساس ما يوافق و ساعتها حنحاول ننبش على
محرم تاني) أجابتها ماما و قد أُسقط في يدها (حاضر يا أمي ربي يسوي الطيب).
بعد يومين
دق جرس هاتف ماما و ميزت منه رقم والدتها (ألو نعم يا أمي، من جد وافق أخويا؟؟ و بسرعة كمان تقولي؟؟و الله يا أمي مني عارفة أفرح و لا أقلق، حاسة مسؤولية طارق حتكون كبيرة. أوووو آسفة توتي يا أمي نسيت إسمه الحركي، حاضر و الله حأبطل تريقة بس أيش رجال و لسة الكل يناديه توتي، طيب طيب يا أمي و لا يهمك خليني في بزورتي و مالي شغل بأولاد الناس آسفة يا أمي، طيب حنجتمع عندك كلنا اليوم و نتفق على كل شي)
نادت ماما(شبااااب هيا رايحين بيت ستي و سيدي). عاجل الشباب(مااامااا في توتي و فافي؟؟) استغربت ماما السؤال (حبايبي هم كبار ما يلعبوا معاكم
أجاب الأخ الأكبر بإعجاب و إكبار (و الله يا ماما هم كوووول مرة شعرهم حلو و يلبسوا ملابس حلوة و عندهم آيفونات) تمتمت ماما “هي دي نهاية توتي و فافي، رجال بشنبات و الكل يدلعهم، الله يستر على أولادي لا يتكولنوا على غفلة”
نزلت ماما السيارة هي و الشباب و طلبت من عبد الصبور التوجه لبيت أهلها ،التفت لها عبد الصبور بغضب ( إنت مو روه بيت أهل إنت من يومين؟؟ كل يوم إنت إخرج مسوار مسوار؟؟ فين جوز إنت بس خلي إنت روه كل يوم؟؟)
تمسكت ماما بأهداب الصبر لآخر لحظة حتى وصلت بيت أهلها، بعد السلام جلست بجانب والدتها (يا أمي دحين آخذ توتي معايا محرم؟؟ و الله خايفة من المسؤولية) عاجلتها أمها (يا بنتي استهدي بالله و ترى فرصة، فين حتلاقي محرم يطلع معاك،أحمدي ربك)
(ماااماااا توتي جا، تووتي فين آيفونك؟؟ الله أيش مكتوب على بلوزتك؟؟) مسّد توتي على رأس الأخ بملل و دخل على جده و جدته و ألقى سلاماً عابراً، (توتي حبيب قلبي تعال سلّم على ستك) قالت الجدة هذه العبارة بحب و تقدمت نحو توتي الذي اتخذ مقعده أمام التلفزيون و بدأ العبث بآيفونه، قام توتي و احتضن جدته و عاد لمقعده،سأله جده (توتي فين أمك و أبوك و أخوك)أجاب توتي دون أن يرفع رأسه من الآيفون ( أون ذير وي) مال الأب نحو ماما و سألها (أيش بيرطن المفهّي دا ؟؟) أجابت ماما ( بيقول هم في الطريق يا أبويا) همهم الأب (أيش المسخرة دي، دخل و لا جا سلّم و كمان سته وطّت عليه تسلم و هو ما هز طوله، أيش الحال المايل دا؟؟)حاولت ماما تهدئته و هي تغلي(معليش يا أبويا روّق دمك ما يعرف الأصول)
(السلام عليكم) دخل والد توتي ووالدته و دخل فافي وراءهم. لا يختلف فافي كثيراً عن توتي فكلاهما بكدش و بنطلونات طيحني مع فرق بسيط في السن. بعد السلام وجّهت والدة توتي و فافي حديثها لماما (كدة حتاخدي معاك توتي قلبي؟ و الله حبيبي حيوحشني بالله انتبهي عليه، ترى هو دلوعي ما ياكل غير أشياء معينة و ما يحب أحد يضيق صدره، الله يعينه على بزورتك هو ما يحب الفوضى) كظمت ماما غيظها و احترمت وجود والديها (ولدك في عيوني و هو ما شاء الله سيد الرجال، أولادي يحبوه زي أخوهم)
دار بين الجميع حوار في تفاصيل السفر و السكن، و لم يبدي توتي الكثير من الأراء و كان يكتفي بترتيبات والديه الذين اشترطا عليها توفير غرفة بحمام لتوتي مع الوعد بإعطاءه مصروف المحرم كاملاً دون( خنصرة)،أُسقط في يد ماما و لم تتمكن من الاعتراض لأن توتي هو المخرج الوحيد لها و سكتت على مضض.
جاء يوم السفر و ذهبت ماما مع زوجها للمطار و اتفقوا أن ينتظرهم توتي هناك، وصلوا جميعاً للمطار و قبل أن يتموا الإجراءات سمعت ماما نقاشاً حاداً بين توتي ووالده (نووووو يا بابا ما اتفقنا على كدة، إنت قلت حتعطيني ڤيزا مفتوحة كيف تقولي يو كانت (ما تقدر)؟؟) عاجل الأب (توتي حبيبي قلتلك ما ينفع الآن البنك وقفلي البطاقة و ما قلتلك عشان ما أضيق صدرك، حبيبي عمتك حتعطيك المخصص كله) صرخ توتي (نووووووو لازم الڤيزا ما أطلع من غير الڤيزا) أدار توتي ظهره لوالده و خرج و نظرت ماما لما يحدث بذهول و تخيلت ضحكة عبد الصبور الساخرة و غصت بدموعها.
هتون قاضي
٣٠/١٢/٢٠١١