خلاصة RSS

Category Archives: المقالات

لنرى ماذا سأكتب لأنني حقا لا أعلم 😂

حقيقة لا أعلم ماالذي سأكتب عنه 😅. كنت على وشك إغلاق جهاز الكمبيوتر المحمول بعد أن أنهيت عدة ساعات من العمل في الإجازة الأسبوعية، وبالمناسبة لا أنصح أبدا أي أحد بأن يحذو حذوي، فالإجازة الأسبوعية هي للراحة ولشحن الطاقة، فما بالك حين تأتي بعد يومين من حالة “بعد العيد” والتي عدنا فيها للعمل بعد أن انفصلنا تماما عنه وكانت حياتنا عبارة عن عيد ودعوات غداء وعشاء وعيديات؟ أكاد أجزم أنني لوهلة شعرت بأنني سيدة منزل مسخرة تماما لعمل الحلويات وتوزيع العيديات وتلبية الدعوات، بالإضافة لما يتطلبه هذا الدور من لبس الفخم والجميل والذي صور لي انفصالي عن الواقع أنه تم إهدائي إياه، ناسية أو متناسية أنني إحدى هؤلاء المستقلات، والتي يعتقد بأنهن قويات 🥴، وأنه حتى أتمتع بالعيد، وأصنع الحلويات في مطبخ جميل بمقادير فاخرة وأدوات مرتبة، فعلي العمل بلا توقف في عجلة تنمية أسبقها أحيانا وتهرسني أحايين أخرى😅، ولكن ما علينا، سندفعها وننجز بإذن الله.

قبل العودة للعمل، والذي بالمناسبة أحبه ومرتاحة فيه، راودتني العديد من الاسئلة الوجودية. ماذا أفعل بحياتي؟ هل هذا قدر ابن آدم الذي أنا منهم؟ لماذا لست بنت حواء المدللة؟ طبعا دون حالة تساؤلات ـ ما ـبعد ـ العيد الوجودية فأنا مؤمنة بالخيارات وبالأقدار وبالتقسيمات والتفضيلات الإلهية وأرى شخصيا أن الصحة والعافية والتعليم الجيد والقبول والعلاقات كلها أمور رائعة ومفاتيح لحياة عملية مزدهرة. وفي نفس الوقت، فتلك السيدة المدللة الجميلة والتي حقيقة لا تعرف ماذا يعني عمل وضغوط ومستهدفات ومؤشرات أداء وصراعات قوة، وأكبر صراع قوة شهدته هو رغبة خادمتها الأثيوبية بفرض سيطرتها على نظيرتها الفلبينية، ولأجل هذا جندت زوجها لعمل جلسة فض نزاع مستخدما آليات وتقنيات حل النزاعات والمعمول بها في المؤسسات الكبيرة، هذه السيدة مرتاحة من نواحي معينة ولعل سر راحتها هي تلك النفس المستكينة والتي لا تشعر بالتهديد من نظيراتها في العمل ولا تشعر بصراع إثبات الذات، وداخليا أنا مؤمنة أنها مسألة خيارات وأرزاق وزعها رب العالمين بعدالة شديدة، وأنه طالما أن الشخص راض بحياته، فلا مشكلة ولا مجال للمقارنات.

ولكن

هتون التي تعاني من متلازمة تساؤلات ـ ما ـبعد ـ العيد تتسائل، هل فعليا نملك الخيار؟ أم أنها جرعة تخدير نعطيها لأنفسنا لنمضي قدما في الحياة محافظين على الأدنى من الصحة النفسية؟ هل حقا تملك السيدة المدللة خيار الدخول في معترك سوق العمل في حال أرادت ذلك؟ هل فعليا السنوات التي قضتها بدون عمل وبدون زيادة معرفية ومع تقدمها في العمر، والذي بالمناسبة ليس مجرد رقم، بل هو عداد له الكثير من المؤشرات واعتذر مسبقا على قول الحقيقة😃، ولكن فعليا، أماكن العمل وبالذات لمن ليس لديهم خبرة مسبقة، تفضل الأصغر عمرا لاعتبارات كثيرة. إذن، شعارات (مافي وقت مناسب، كل إنسان له توقيته الخاص) هي مجرد كلام فارغ.

هل الأخت (سترونع اندبندنت) والتي ألزمت نفسها بقرض عقاري وقسط سيارة والتزمت ناحية أفراد أسرتها تملك خيار ترك العمل والتمتع بحقها الأصيل (الذي تعتقد بأنه حقها) بأن تترك الجري وترتاح وتضمن مستوى معين من الأمان المادي؟ هل العالم لازال يسري هكذا؟ لعل هذه الخواطر تكون مناسبة جدا لها حين تغمض عينيها خلال إجازتها التي حجزتها بمالها الخاص في إحدى السواحل الآسيوية لتسيقظ منها مشحونة بالكثير من الطاقة لدورة جديدة من العمل المستمر.

أعتقد أن مسألة الخيارات المتعددة والمفتوحة هي إحدى الشعارات واللتي نحب ترديدها لنشعر بأننا مسيطرون على الوضع😂، في حين أننا ويا ماشاء الله نعلم يقينا بأننا وفي كثير من الأحيان نضطر للتحمل والضغط على أنفسنا والنظر للإيجابيات حتى نمضي قدما دون أعباء نفسية. هذا لا يعني أننا لا نملك الخيار، بالطبع نملكه ورب العالمين خلقنا بإرادة حرة متمثلة بآية عظيمة (وهديناه النجدين)، ولكننا ككاتئنات عاقلة تحسب التبعات نعلم أن ما يخيل لنا أنه خيارات لا منتهية، هو في الواقع وهم، وأن قدرتنا على التكيف أحيانا تغلب رغبتنا بتجربة جميع الخيارات، ولعله جزءا من حالة الكبير المسؤول، من يدري، لعل التقدم في السن، والذي ليس مجرد رقم فقط للتذكير 😆، سيتبعه رفاه مادي يعطينا القدرة على التخفيف من الجري وتجربة خيارات أخرى.

وحتى ذلك الوقت، بالجد والعمل يحقق الأمل، وفارس الصغير الفتى الشجاع، يصبح البطل (إن قمت بتلحينها وغنائها، فلعله وقت مناسب لك لعمل فحص نظر والتأكد من صحتك القلبية والعضلية 🤣)

ودمتم بخير،

هتون

بعد العيد ١٤٤٤ الموافق ٢٨ إبريل ٢٠٢٣

لعنة مثبت السرعة

Posted on

“ماشاء الله شاطر خلاص فزت وحنعطيك الجائزة” “يعني لو بس رجلك الكريمة ترضى تدعس فرامل ما كان صار هذا حالك” “حسبي الله ونعم الوكيل في اللي قالك إنك تعرف تسوق”

ما سبق هو بعض العبارات التي أقولها في نفسي بعض الأحيان حين أرى بعض التصرفات الغير معقولة في الشارع، والتي في المقابل يقول مثلها وربما أكثر منها الآخرون حين أتصرف تصرفات أو ارتكب أخطاء يراها البعض لا تأتي من شخص قاد سيارة ولو لخمس دقائق في حياته 😄. ولنعترف، كلنا نخطأ وترتكب فظائع بسبب قلة التركيز أو أحيانا بسبب بسوء التقدير، ولعل غياب التواصل مع رواد الطريق يجعلنا دائما نفترض أنهم متعمدين أو أن ما يفعلونه هو سلوك أصيل ورغبة أثيرة بإزعاجنا، لذلك حتى أكثرهم حلما تجده يغضب ويصرح بأن كل من يقود في الطريق غير آدميين ولا ينتمون لفصيلة البشر.

ماعلينا من هذا، ما يجعلني فعليا أتأمل وأمعن في التفكير هو مثبت السرعة. سمعت من الكثيرين عن مدى روعة مثبت السرعة وأنه اختراع عظيم إذا لم يوجد في السيارة فمن الأفضل لك ألا تقود لأن كل المتعة ستزول. وجدت بالمصادفة أن هذا المثبت، رغم غياب غالبية الميزات التقنية عن سيارتي الجميلة مثل المستشعرات والتي جعلتني “أدجدها” من عدة جهات، موجود في سيارتي، وبسبب آهات الاستنكار التي سمعتها من الجميع بأن (من جدك عندك مثبت سرعة وما تستخدميه؟؟؟؟ لا وكمان تمسكي خطوط من غيره؟؟؟؟ معليش بس إنت من جد دكتورة وهذا عقلك؟ خلف الله على كل الدكاترة)، قررت عندها أن استخدمه.

وفعلا، ونظرا لأنني كثيرة الارتحال لمكة المكرمة ودائما استخدم طريق مكة-جدة السريع، والذي هو بالمناسبة أقصر وأسرع من الكثير من الطرق وسط جدة والتي قد تقضي فيها ساعتين أوقات الذروة، ولا أفهم فعليا استنكارات أهل جدة للذهاب لمكة (يا الله من جدك رايحة مكة؟ الله يعينك على الطريق)، المهم أنني توكلت على الله واستخدمت المثبت.

ويا سلااااااام، لماذا لم استخدمه منذ البداية 😍. وجدت بأن قدمي بعدم دوسها على البنزين أضحت ملكة وسعيدة، وكأن عملية الدوس تلك كانت عبئا ثقيلا عليها وليس شيئا طبيعيا جدا، لدرجة أنني استغرقت في أحلام اليقظة وتخيلت نفسي أجلب معي “سبا” ومساج للقدم في السيارة، فأنا هنا يا رفاق لا أحتاج للدوس على البنزين، لدي مثبت سرعة، هل لديكم مثله؟ هل جربتموه؟ ما أكثر ما فاتكم من نعيم هذه الدنيا. وطبعا، حين تكون القدم مرتاحة من الدوس على البنزين، تصبح راغبة أيضا بعدم الدوس على الفرامل، وعندها بدأ لدي سلوك عجيب لم أعهده في نفسي. وجدت أنني أنا القائدة الدفاعية والتي لا هدف لديها في الطريق سوى الوصول بسلامة مع بعض الاستمتاع ببرامج البودكاست والموسيقى أصبحت هجومية ولا أرغب بأن يضطرني أحد للدوس على الفرامل والاضطرار ل”كنسلة” المثبت ولو لدقيقة. فوجدت نفسي أغير مساري باستمرار وتنتفخ أوداجي غضبا إذا هدأ شخص من سرعته واضطرني لتهدئة سرعتي بعدا أن وجدت أنه من المستحيل أن أغير المسار. وأصبح هذا حالي وطريقتي في القيادة، مثبت سرعة، هدف أن لا تدوس قدمي على الفرامل، وخلال هذه الرحلة، فليكن ما يكون من تغيير مسارات بكثرة وتكشيح لمن أمامي وكأني سيارة إسعاف رغم أن كل مافي الموضوع هو أن قدمي أكبر وأفضل من أن تدوس على الفرامل ومثبت السرعة أصبح صنما غير قابل للتكسير.

وقررت فجأة أن اعتبر مثبت السرعة غير موجود. أعلم أن هناك طرقا لاستخدامه وأنه من الممكن أن استفيد من ميزاته دون أن يؤثر ذلك على سلوكياتي في الطريق، ولكني وجدت أنني استمتع أكثر بتغيير السرعة والتماهي مع الطريق، وقد أستخدم المثبت فعليا في حال السفر الطويل في طرق غير مزدحمة، ما عدا ذلك فلن استخدمه.

وما جعلني أفكر أكثر هو أن فكرة تثبيت السرعة نفسها لا تتوافق مع طبيعة الحياة. فمن قال بأنها مسابقة؟ أليس التماهي والمرونة وتغيير السرعة على حسب الظروف والمتغيرات هي العقلية التي تجعلك تصل لأهدافك بطريقة أفضل وأكثر ثباتا وإن لم تكن الأسرع؟ ما فائدة السرعة إذا كانت النتيجة تلف أعصاب واحتراق وضغط على الآخرين بطريقة قد تصل لإغضابهم أحيانا؟ من يعمل عند الآخر؟ هل الوقت هو المسخر لي أم أنني أنا التي يجب أن أسابقه وأحاربه وإن لم أكن مضطرة؟ أليست مهارات التكيف والمرونة وتقبل التغييرات هي التي جعلت البشر يتجاوزون المحن والعوائق ويتقدمون للأمام ويصلون لأهدافهم بسرعات مختلفة ومتكيفة مع الظروف؟

في سنوات حياتي والتي لا تعتبر أبدا قصيرة، لم أجد شخصا متعنتا يغضب للتغييرات ويقيم الدنيا ولا يقعدها إذا تأثرت خططه ولم تمش الدنيا حسب رغبته ووجدته سعيدا وراضيا ويتمتع بمحبة الآخرين، إنما دائما تراه متذمرا متشكيا وكل العالم متحزبا ضده، وغالبا لا أحد يرغب بالتخطيط لشئ معه ويحشونه من وراءه (يوووووو جاكم القلق دا الله يعينكم).

شخصيا، لا أرغب بأن أكون شخصا “قلق”، ولا إنسانا متذمرا شاكيا لا يقبل التغيير ومستعدا لعمل أي شئ، حتى إزعاج الآخرين، فقط ليصل لهدفه في التوقيت الذي وضعه هو وبالسرعة التي قررها بأنها هي المناسبة، ما أجمل أن تكون مرنا هينا لينا تخطط وتضع الأهداف وفي المقابل تقبل أن التغيير قد يحصل وتتماشى مع ذلك.

وما أكثر فلسفاتك يا هتون، وقفي مثبت السرعة بدون هرج كثير ماله داعي 😂، ضيعتينا الله يسامحك.

هتون زهير قاضي،

١٩/٣/٢٠٢٣

%d مدونون معجبون بهذه: