خلاصة RSS

(1) تبغوا شغالة

تفتح ماما عينيها ببطء و تتطلع إلى الساعة و تجدها لا زالت تشير إالى الثالثة صباحا (الحمد لله لسة عندي كم ساعة أنام فيها, إن شاء الله سعادة تصحى بدري و تجهز السندويتشات و ملابس الأولاد يصير أنا بس أصحيهم و أفطرهم) و فجأة تتذكر ماما شيئا و تمر أحداث البارحة في ذهنها كشريط مصور ( مدام انا خلاص ما تبغى شغل ) ( ليش يا سعادة ايش المشكلة) ( إنت مدام تبقيني لوهدي أشتغل و أنا تفشانة, لازم إنت تجيبي مآيا وهدة هبشية تانية آشان تسليني) ( سعادة الله يرضى عليك انت بتاخدي مني 1400 ريال و البيت صغير و مافي شغل كتير, ما يحتاج أجيب وحدة تانية) ( لا يا مدام ما ينفأ, إنت ما تأرفي إنه في بيت هدا الناس الكول يجيبوا شقالة لكل واهد بزورة و يدوا راتب 1300 كل وهده و إذا شقالة تتبخ لوهدها تاخد 2000 ريال, إنت ما تأرفي هدا الناس الكول) ( لا و الله يا سعادة ما أتشرفت لسة, طيب أزيد لك الراتب بس الله يرضى عليك لا تروحي, إنت طيبة و بنت حلال, أيش رأيك أجيبلك تلفزيون في غرفتك) ( لا يا مدام ما ينفأ, اديني هساب حقي أشان أنا لازم أروه البيت) تحكم ماما الوسادة على رأسها متمنية من كل قلبها أن يكون هذا الشريط مجرد كابوس مزعج و ستستيقظ منه على وقع أقدام سعادة في المطبخ و قد أعدت الساندويتشات و رتبت الإفطارو و ملابس الأولاد , و أيضا على منظر شماغ بابا و قد أحكمت كيه وفق البروتوكولات السعودية التي تحتم على الرجل أن يرتدي شماغه أو غترته منشاة المرزاب. تتذكر ماما منظر الحمام و حاجته للتنظيف في الصباح و منظر المطبخ بعد الإفطار و أيضا منظر غرف النوم و غرف الجلوس و المدخل و كلها تطلب التنظيف بإلحاح, تشعر ماما برغبة شديدة في البكاء و لكنها تقرر أن تواجه واقعها بشجاعة ( خلاص أيش يعني راحت الشغالة, الله يباركلي في عافيتي, الشغلة يبغالها بس صحيان بدري شوية و أخلص إللي أقدر عليه قبل ما أروح شغلي و إن شاء الله ربنا يسخر لي بشغالة أحسن من سعادة) تضبط ماما ساعتها على الرابعة و النصف صباحا و تعاود النوم و كلها تسليم و إيمان بقضاء الله. تستيقظ ماما في الرابعة و النصف و هي تشعر بطاقة متجددة ( الحمد لله اهو على الأقل الواحد يلحق صلاة الصبح براحته ) تبدأ ماما بتنظيف غرفة الجلوس و ما يلزم ذلك من تحريك للأثاث و تلميع الزجاج و الأخشاب و تختم غرفة الجلوس بتنظيف الأرضيات. تتبع ماما ذلك بإعداد الإفطار و ملابس الأولاد متبوعا بإيقاظ الشباب و ما يرافقه من ( ماما أنا اليوم لازم أغيب بطني توجعني) ( ماما انا المس قالت انا لازم أجيب دفتر تاني, ليش ما أشتريتيه) ( ماما ليش هدا الكورن فليكس أنا ما أحبه, خلاص ما أبغى فطور) تنهي ماما الواجبات و تنهي أيضا تنشية مرزاب شماغ بابا و ينطلقون جميعا ,الشباب إلى المدرسة و ماما إلى عملها. تصل ماما إلى مقر عملها خائرة القوى و تبلغ الجميع عن حاجتها الملحة لشغالة, تتقاطر عليها الأرقام و تبدأ بتسجيلها حتى تبدأ عملية الإتصالات في وقت الراحة, سجلت ماما حوالي 7 أرقام بالتصنيف منها ( صوفيا الحبشية, كوردينيتر) ( زينب الحبشية, شغالة) ( أمينة الجاوية, شغالة) (نورية الفلبينية, بتاع كله). بدأت ماما الإتصال بأول رقم ( السلام عليكم, إنت أمينة؟؟) ( نأم مدام انا مو أمينة انا اختي أمينة, إنت من فين جيبو رقم؟؟) ( أنا اخدت الرقم من مدام فاطمة و قالت أمينة مرة كويسة, طيب هي فين أمينة؟؟) ( أمينة دهين في شقل تاني بس أنا ممكن جيب إنت شقالة بس لازم جيبوا مية ريال) ( مافي مشكلة ما نختلف إن شاء الله المهم تكون كويسة و بنت حلال) ( تيب مدام إنت بيت شقة و لا فيلا ) ( أنا بيتي فيلا صغيرة بس دورين و غرف قليل) ( فيلا مدام سغير يأني كم غرفة ) تسهب ماما في وصف البيت مع التركيز على مدى صغره و عن مدى الرفاهية التي سوف تكون فيها ( تيب مدام إنت كم جيبوا راتب) ( و الله يا أخت أمينة ما نختلف إن شاء الله, كم هي تبغى ) ( و الله يا مدام إذا فيلا و بس واهد شقالة لازم 1600 ) تصعق ماما من الرقم و لكن تحاول اللعب بجميع الأوراق ( ليش يا أمي ترى مرة كتير, أقولك البيت صغير يعني تقريبا شقة و ما أبغاها تطبخ بس تنظيف و انا و الله مرة كويسة مع شغالات حتى ممكن تسألي سارة اللي جبت من عندها شغالات قبل سنة) ( مأليش مدام بس لازم إذا فيلا 2 1300 ريال أو واهد 1600 ) ( طيب أقولك أيش رأيك تجي هي تشوف بنفسها و إن شاء الله ما نختلف, أنا اقول 1400 و إذا ما ناسبها البيت مو لازم تجلس, أيش رأيك؟؟) ( تيب مدام, متى إيجي آخد؟؟) ( الساعة 4 العصر أمر عليها إن شاء الله) ( إن ساء الله مدام) تنهي ماما المكالمة و كلها أمل بغد أسعد

يتبع

يونيو 2010

About Hatoon

A writer, Assistant Professor and media personnel. I always claim I am cooool but I am not, check my youtube channel Noon Al Niswa ww.youtube.com/user/NoonAlniswa

3 responses »

  1. هههههه موتيني ضحك يا هتون …وصفتي معاناتنا بدقة!

    رد
  2. الحق إنه الحياة بيهم صعبة و من غيرهم أصعب، رغم كل شي الشغل اللي شايلينه يخلص العمر و هو ما يخلص، شكرا على التعليق أسعدتيني

    رد
  3. د.سعيد يولداش

    بانتظارالجزء الثاني معاناة مع الخادمات..الان الاسعار وصلت الى 1800 الف وثمانمئة مع المبيت..الله يستر كم راح توصل بعدين؟ اتمني من شركات الاستقدام الانتهاء من مشروعهم القادم لعل وعسى يفيد الناس شوية

    رد

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: